أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن هناك "أهمية بالغة لقضية تنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وهي مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، من أجل التصدي للرؤى المشوشة التي تمس ثوابت العقيدة، وتدعو إلى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب".
وشدد السيسي خلال استقباله، اليوم الاثنين، وفد المشاركين في المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي تنظمه حالياً دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي"، على "أهمية مواكبة مؤسسات الإفتاء في العالم للتطورات العميقة التي طرأت في هذا المجال، لا سيما مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتصدي للمنصات الإلكترونية التي تبث أفكاراً مغلوطة تشوش على جوهر الدين الإسلامي الحنيف".
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن السيسي رحب بعلماء الدين المشاركين في المؤتمر، مؤكداً "الدعم الكامل لمساره، نظراً لأهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي كمرجعية شرعية لإصدار الفتاوى الدينية في كافة مناحي الحياة والتعاملات والعبادات، بما يساهم في نشر التوعية والفهم الحقيقي والواقعي لصحيح الدين وتحقيق الاستقرار المجتمعي ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوى نتيجة تدخل غير المتخصصين".
وأشار مفتي الجمهورية شوقي علام، خلال لقاء السيسي، إلى أن اجتماع هذا العام "يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية عامل الرقمنة ومردودها على المؤسسات الإفتائية ودورها في المجتمعات، وما يتطلبه ذلك من تطوير مستمر على المستوى التقني للمؤسسات الإفتائية لمواكبة عصر الرقمنة". وهنا، يتحدث عن "الجهود ذات الصلة التي تضطلع بها دار الإفتاء المصرية، خصوصاً مع قيامها خلال عام 2020 بإصدار نحو مليون و300 ألف فتوى في شتى القضايا والمواضيع، منها ما يقرب من مليون فتوى عبر الموقع الإلكتروني ومرصد الإفتاء الأول من نوعه في العالم".
وبحسب الرئاسة المصرية، شهد اللقاء "حواراً مفتوحاً" للسيسي مع المشاركين، الذين "أشادوا من ناحيتهم بالسياسة الحكيمة للسيسي في إرساء ونشر القيم النبيلة من تسامح وحرية اختيار وقبول الآخر، وكذلك البناء والتنمية والتعاون، بما يرسخ من مكانة مصر كمنارة للوسطية والاعتدال في العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع".
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى "أهمية قضية تصحيح الخطاب الديني على مستوى الأفراد والجماعات والدول، وقد استعرض السيسي في هذا الإطار المسؤولية والدور الهام اللذين تضطلع بهما المؤسسات الدينية العريقة في مصر المتمثلة في دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف"، مؤكداً "الأهمية البالغة لتلك القضية لتنقية الخطاب الديني مما علق به من أفكار مغلوطة، وهي مهمة أساسية تحتم تكامل جهود جميع علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، وذلك من أجل التصدي للرؤى المشوشة التي تمس ثوابت العقيدة، وتدعو إلى استغلال الدين لأهداف سياسية من خلال أعمال التطرف والإرهاب".