السودانيون في تونس: القتال في الوطن يحبط نيات العودة الطوعية

24 ابريل 2023
ثمّة مخاوف من استغلالهم من قبل مهرّبي البشر مع استبعاد عودتهم إلى الوطن (فرانس برس)
+ الخط -

 

تضع الاشتباكات المسلحة في السودان، التي اندلعت في منتصف شهر إبريل/ نيسان الجاري، المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين السودانيين في تونس أمام خيارات صعبة، بسبب عدم قدرتهم على العودة إلى بلادهم وغياب الحلول لتسوية أوضاع إقاماتهم، وسط مخاوف من استغلالهم من قبل مهرّبي البشر في رحلات الهجرة غير النظامية.

ويحتلّ اللاجئون وطالبو اللجوء السودانيون، المسجّلون رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المرتبة الثالثة في قوائم المهاجرين بعد الإيفواريين (من ساحل العاج) والسوريين، فيما يغيب العدد الرسمي المتعلق بالمهاجرين غير النظاميين من الجنسية السودانية المقيمين في تونس.

أحمد عبد الله من اللاجئين السودانيين في تونس، ويقيم في مدينة مدنين الجنوبية، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أكثر المهاجرين وطالبي اللجوء من أبناء بلدي باتوا في وضع أكثر هشاشة بعد اندلاع الاشتباكات المسلّحة في السودان" بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، مؤكداً أنّ "فرضية العودة الطوعية لم تعد ممكنة".

يضيف عبد الله أنّ "مهاجرين وطالبي لجوء ولاجئين سودانيين مقيمين في تونس كانوا يستعدّون لعودة طوعية إلى الوطن، في إطار الخطة التي أطلقتها المنظمة الدولية للهجرة في خطوة لمساعدة المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية والاندماج مجدداً فيها". ويتوقّع عبد الله أن "تزداد أوضاع المهاجرين السودانيين سوءاً مع توتّر الأوضاع في بلادهم، إذ إنّهم يتعرّضون لضغوط كبيرة بسبب إقامتهم غير القانونية في تونس".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

تفيد بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنّ عدد السودانيين الحاصلين على صفة لاجئ أو طالب لجوء يُقدَّر بـ566 شخصاً من مجموع 9,474 مسجّلين على قوائمها الرسمية.

ويرى المتحدث الرسمي باسم منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في تونس رمضان بن عمر أنّ "حلول العودة الطوعية للمهاجرين التي تُروّج لها المنظمات الدولية ليست إلا دعاية سياسية لتهجير المهاجرين قسراً إلى بلدانهم، على الرغم من المخاطر في تلك التي تعيش وضعاً أمنياً متوتراً".

ويؤكد بن عمر لـ"العربي الجديد" أنّ "الأفق يزداد ضيقاً أمام المهاجرين السودانيين"، مرجّحاً أن "يزيد إقبالهم على الهجرة غير النظامية صوب أوروبا، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها الرحلات على متن قوارب متهالكة واستغلال مهرّبي البشر لهذه الفئة الهشّة من المهاجرين".

كذلك يرجّح بن عمر "ارتفاع أعداد الهاربين من الوضع في السودان نحو تونس في الفترة المقبلة". ويوضح أنّ "صعوبة الحصول على صفة لاجئ أو طالب لجوء في تونس لا تحدّ من تدفّق المهاجرين، بل تزداد أعداد هؤلاء الذين باتوا يختارون الاستقرار في تونس، على الرغم من ارتفاع حدّة العنصرية تجاههم".

يُذكر أنّ السلطات الإيطالية تخشى من موجة هجرة من السودانيين، في ظلّ تدهور الأوضاع في بلادهم، فيما تتوقّع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فرار ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص من بؤر التوتّر في السودان.

المساهمون