السمنة تُهدّد أطفال تونس في سن مبكرة

20 نوفمبر 2024
أطفال يلعبون الكرة في أحد شواطئ تونس، 6 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني تونس من ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال، حيث يعاني 17.2% من الأطفال في سن الخامسة من زيادة الوزن، مما يثير القلق بشأن التأثيرات الصحية والكلفة المرتبطة بها.
- تسعى السلطات الصحية لمكافحة السمنة عبر تعزيز التوعية الغذائية وتشجيع التغذية السليمة، لكن 49% من الأطفال لا يحصلون على النظام الغذائي المطلوب، مما يعكس تأثير الفقر وأسلوب الحياة.
- يشدد الخبراء على أهمية الرعاية الوقائية وتعزيز النشاط البدني، مع الحاجة إلى استراتيجية وطنية لتحسين العادات الغذائية وتوفير الفضاءات المفتوحة.

تُهدد السمنة المبكرة أطفال تونس إذ باتت تشمل أكثر من 17% منهم، ما يعني زيادة الكلفة الصحية للأمراض الناجمة عن زيادة الوزن وتأثيراتها على الناشئة، وهو ما دفع السلطات الصحية في البلاد إلى دقّ ناقوس الخطر.

وقال وزير الصحة التونسي، مصطفى الفرجاني، إنّ "دراسات أنجزتها الوزارة بينت أن 17.2% من أطفال تونس يعانون من الزيادة في الوزن في سنّ الـ5 سنوات". وأعلن الوزير خلال جلسة برلمانية عامة عقدت أمس الثلاثاء، عن بلوغ الحالات الشديدة للوزن نسبة 7% مقابل تعرض 44% من الأطفال من الفئة العمرية نفسها لخطر زيادة الوزن أو السمنة.

جهود لكبح انتشار السمنة بين أطفال تونس

وتحاول السلطات الصحية كبح الانتشار السريع لسمنة الأطفال، عبر تكثيف المواد التثقيفية في وسائل الإعلام التي تحث على التغذية السليمة والمتوازنة في الوسط العائلي والمدرسي. وأظهرت نتائج دراسة المسح العنقودي متعدد المؤشرات لأوضاع الأم والطفل الصادرة عام 2023، أن 49% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و5 سنوات في تونس لا يتمتعون بالحد الأدنى من النظام الغذائي الذي يحتاجونه.

ويؤكد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الأطفال والطبيب المختص في أمراض وجراحة الأطفال، الدكتور معز الشريف، أن "سمنة الأطفال أضحت مشكلة صحية في تونس قد تكون لها تداعيات خطيرة على الصحة العامة مستقبلا"، معتبرا أن "سوء التغذية الناجم عن الفقر وأسلوب حياة الأسر من أبرز أسباب انتشارها". وفسّر الشريف في تصريح لـ"العربي الجديد" تداعيات توسع الفقر في صفوف الأطفال والأسر على سلامة الغذاء، مشيرا إلى أن "نقص الإمكانات المادية يدفع نحو التعويل أكثر فأكثر على المعجنات والسكريات لتأمين الوجبات، وهي مواد تؤدي إلى انتشار السمنة المفرطة وتخلّف الأمراض التي تنجم عن سوء التغذية.

واعتبر الشريف أن "أغلب الوجبات الغذائية التي تقدم للأطفال تعتمد على العجائن والمواد المشبعة بالدهون غير الصحية"، لافتا إلى أن نقص الحركة الجسدية يفاقم وضعيات السمنة في سن مبكرة. وقال "تظهر أعراض الزيادة في الوزن على الأطفال في سن مبكرة نتيجة تراجع دور البرامج الوطنية لرعاية صحة الطفل والأم التي كانت تنفذها وزارة الصحة". وأشار إلى الدور الوقائي المهم الذي كان تلعبه مؤسسات الصحة الأساسية في رعاية الأم والطفل وإلى مواعيد إجراء اللقاحات التي كانت تعطى في هذه المراكز وتشمل أيضا الكشف عن الأمراض الناجمة عن سوء التغذية وتشخص في وقت مبكر بوادر السمنة.

وانتقد المتحدث "تراجع دور مراكز الرعاية الأساسية التي تشكل الخط الصحي الأول نتيجة نقص الإمكانات"، مشددا على ضرورة استرجاع مهمتها في تقديم الرعاية الصحية والوقائية الشاملة من الأمراض غير السارية. كما تحدث الشريف عن دور النشاط البدني في الحد من السمنة، معتبرا أن نقص الفضاءات المفتوحة في التهيئة العمرانية يزيد من إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية التي تحفّز الخمول وترفع إمكانيات الإصابة بالسمنة المفرطة في سن مبكرة.

وسبق أن حذّر أخصائيو التغذية من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السمنة في صفوف التونسيين إلى أكثر من 30% وهي نسبة مرتفعة جدًا في ظل غياب استراتيجية وطنية ناجعة لمكافحة هذه الآفة والوقاية منها. لكن وزارة الصحة قالت إنها بصدد وضع خطط تتضمّن موادّ توعوية وتثقيفية في وسائل الإعلام بخصوص هذا الشأن، خاصة في علاقة بالعادات الغذائية التي يجب اعتمادها لتجنيب الأطفال مرض السمنة.