السلطات المصرية تزيل محال ومساكن قديمة في شارع المعز بدعوى التطوير

20 أكتوبر 2021
هدم عدد كبير من المباني القديمة التي تمتاز بها المنطقة الأثرية (تويتر)
+ الخط -

نفّذت الأجهزة المحلية والتنفيذية في مصر، الأربعاء، حملة كبيرة لإزالة المحال والمساكن القديمة في محيط شارع المعز لدين الله الفاطمي، في قلب العاصمة المصرية، في إطار تنفيذ مخطط الحكومة حيال تطوير منطقة القاهرة التاريخية، بدعوى إجراء حصر للأنشطة التجارية غير الملائمة لطبيعة المنطقة، وتخصيص أماكن بديلة لها.

وتستهدف خطة التطوير المزعومة للحكومة هدم عدد كبير من المباني القديمة التي تمتاز بها تلك المنطقة الأثرية، وإقامة أسواق وبازارات ومطاعم ومقاهٍ حديثة مكانها، في استمرار لعملية تشويه القاهرة الإسلامية، والتي شهدت عدّة اعتداءات خلال الفترة الأخيرة، لعل أبرزها هدم مقابر الغفير التاريخية الممتدة على طريق صلاح سالم، وتسويتها بالأرض، من أجل إنشاء محور مروري باسم "الفردوس".

كذلك يهدف مخطط القاهرة التاريخية إلى إنشاء مسار سياحي وأثري وثقافي للمنطقة، يتضمن إعادة استخدام بعض المباني لتصبح مزارات سياحية وفنية ودينية، فضلاً عن مسار آخر ترفيهي وتجاري وسكني، وثالث للخدمات المجتمعية يحتوي على أسواق ومطاعم، ومنافذ لبيع المنتجات تتبع القوات المسلحة وجهاز الشرطة، وحديقتين ترفيهية وعامة، وأماكن انتظار للسيارات.

وسبق أن هدمت السلطات عقاراً أثرياً يعود إلى عصر المماليك بشارع المعز، تحت مزاعم تعرّضه للحرق مرتين في عامي 2005 و2017، وهو المبنى الذي بناه السلطان قلاوون، كي يكون سجناً ثم حوّله العثمانيون إلى وكالة لصانعي العطور، واشتهر تحت اسم "وكالة العنبريين"، ما دفع بالعديد من المعنيين إلى التقدم بشكاوى للجهات المختصّة بشأن واقعة الهدم.

ورداً على تسجيل القاهرة الفاطمية (الإسلامية) على قائمة التراث العالمي منذ عام 1979، تدّعي الحكومة أنّ 28 مبنى في شارع المعز مسجلة فقط في تعداد الآثار المصرية، تشمل مساجد وحمامات ومدارس وبيوتاً، في حين أنّ باقي العقارات مملوكة "ملكية خاصة" للأهالي، وأخرى تتبع وزارة الأوقاف، بخلاف وجود نزاعات قضائية كثيرة بين الأجهزة المحلية، وشاغلي بعض المحال في المنطقة.

وتضمّ القاهرة التاريخية مناطق الفسطاط ومصر القديمة، والمنطقة الوسطى التي تشمل القطائع، والمدينة الملكية الطولونية، ومنطقة القلعة، والدرب الأحمر، والنواة الفاطمية، وميناء بولاق، وجامع الجيوشي، وتحفل بنماذج معمارية فريدة تعتبر نموذجاً للعمارة الإسلامية، إذ تجمع بين جنباتها آثاراً تعود إلى عصور الأمويين، والطولونيين، والفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، وصولاً إلى عصر محمد علي وأسرته.

المساهمون