السلطات العراقية تحقق في حرائق أربيل: إهمال أم عمل إجرامي؟

السلطات العراقية تحقق في حرائق أربيل: إهمال أم عمل إجرامي؟

07 مايو 2024
رجال الإطفاء يعملون على تبريد آثار حريق بازار قيصري، 6 مايو 2024 (أحسان محمد/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، شهدت 7 حرائق كبيرة في أسواقها خلال شهر، أبرزها في سوق "قيصري" حيث احترق أكثر من 370 محل تجاري.
- السلطات تمكنت من السيطرة على الحرائق دون خسائر بشرية، وأعلنت عن تشكيل لجنة تحقيقية لكشف أسباب الحرائق، مع الإشارة إلى الإهمال وتم اتخاذ إجراءات لتنظيم المحلات وتشديد الرقابة.
- تكرار الحرائق أثار شكوكاً حول وجود شبهة إجرامية، مع التحقيق في اتجاه حزب العمال الكردستاني. سوق "القيصرية" يعد معلماً تراثياً وسياحياً، وقد قررت حكومة الإقليم تعويض المتضررين واتخذت إجراءات وقائية.

شهدت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، خلال الفترة الماضية، حرائق متكررة في المحال التجارية والأسواق الشعبية القديمة، بلغت 7 حرائق كبيرة خلال شهر واحد، وسبّبت خسائر مادية كبيرة، آخرها حريق في سوق "قيصري" المجاور لقلعة أربيل التاريخية.

احتراق 370 محلّاً في أربيل

وأعلن قائممقام أربيل نبز عبد الحميد، احتراق أكثر من 370 من المحال التجارية في سوق "قيصري"، بحريق يوم الأحد الماضي، مبيناً في تصريح صحافي أن "فرق الدفاع المدني، والقوات الأمنية والفرق الصحية، تمكنوا من السيطرة على الحريق الذي نشب في السوق القيصرية"، مشيراً إلى أنه "يوجد في سوق قيصري بأربيل أربعة آلاف محلّ تجاريّ، وللأسف بحسب الإحصائيات الأولية، حريق أودى بأكثر من 370 محلّاً، ما يشكل قرابة الـ 10 في المائة من مساحة السوق"، مؤكدا "تشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على أسباب اندلاع الحريق، ليتم إعلانها فيما بعد".

وأعلنت فرق الدفاع المدني في أربيل، الأحد، السيطرة على الحريق الذي اندلع في سوق القلعة، "بازاري قيصري"، وقد خلف خسائر مادية، من دون خسائر بشرية. واعتبر محافظ أربيل أوميد خوشناو، أن "سبب انتشار الحريق هو إهمال أصحاب المحال الذين يغلقون محلاتهم ويغطون بضائعهم بقطع القماش، لذلك سنستمر في اتخاذ الإجراءات لتنظيم المحلات التجارية".

وتكررت الحرائق في أربيل، خلال الأسابيع الماضية، وألحقت أضراراً جسيمة في عدة أسواق في غضون فترات زمنية متقاربة، ما أثار الشكوك في خلفيات هذه الحرائق في الأسواق الشعبية، لتنطلق التساؤلات حول أسبابها بين الفاعل والإهمال والتقصير وتدهور البنى التحتية.

وبحسب مصادر أمنية محلية في أربيل، فإنّ أسباب الحرائق في المناطق والأسواق القديمة ما زالت غير واضحة، ولم يتم تحديدها والتأكد منها بدقّة، لكن أغلب الحالات التي سُجلت خلال الفترة الماضية كانت بسبب منظومات الكهرباء المتدهورة، والتقصير في تدارك مخاطر التداخل بين الأسلاك الكهربائية في الأسواق والمحال التجارية القديمة".

وأضافت المصادر، أن "فرق الدفاع المدني سريعة في التعامل مع الحرائق، لذلك لم يحصل أن يتوفى أحد، لكنّ هناك أضراراً وخسائر مادية كبيرة"، مشيرة إلى أن "الحكومة في أربيل وجهت بتشديد الرقابة والتفتيش المستمر عن أسباب الإهمال بشكلٍ نصف سنوي، ولجميع المحال والمشاريع في المناطق القديمة والشعبية، لمنع تكرار الحرائق".

وأشارت المصادر في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ "الأمن الكردي يشتبه بوجود شبهة إجرامية، في حريقين على الأقل من تلك الحرائق، ويجري تحقيقات متواصلة للتوصل إلى نتائج نهائية"، معتبرة أن من بين الجهات المشكوك فيها هي "حزب العمال الكردستاني"، المعارض لأنقرة والذي ترفضه حكومة أربيل أيضاً، وتتولى لجنة مختصة متابعة ملف الحرائق المتكررة بتوجيهات من حكومة الإقليم.

وتعرض سوق "البالة" الخاص ببيع الملابس المستعملة، في أربيل لحريق ضخم مرتين خلال شهرين، إضافة إلى سوق قديم وسط المدينة، كما اندلعت حرائق أخرى خلال الفترة الماضية في العديد من الأماكن. ويُعدّ سوق "القيصرية" ذو الأفرع الكثيرة المتداخلة والمتشابكة، واحدة من أقدم المعالم التراثية والسياحية والتجارية وأبرزها في مركز العاصمة أربيل.

ويعود تاريخ السوق إلى فترة الحكومات العثمانية، ويضم العشرات من المحلات والعديد من البوابات تتوزع بين جميع جهات السوق، وتباع فيه المنتوجات والصناعات الفولكلورية المتنوعة التي تستهوي السياح، كالسجاد اليدوي والحصر وأدوات المطبخ والزينة والنحاسيات والفضيات، بالإضافة الى محلات الصاغة، والعطارة والتوابل والأقمشة، وغيرها.

الناشط الحقوقي الكردي، أحمد آغا علي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة الإقليم قرّرت تعويض أصحاب المحال التي طاولتها الحرائق أخيراً، بما فيها إعفاؤهم من الرسوم وبدلات الإيجار الشهرية، لكن الخسائر جراء الحرائق ما زالت ثقيلة على الجميع، كونها أصابت مراكز تجارية حيوية"، مضيفاً أنّ الدفاع المدني اتخذ جملة من الإجراءات الوقائية والتوعية في الأسواق، ومسألة وجود شبه جنائية غير مستبعدة، كون تكرارها وفي هذا الوقت الذي لا يعتبر صيفاً يثير الشكوك".

المساهمون