السعودية: التدرّج في زيادة أعداد الحجّاج رهن بالوضع الوبائي العالمي

09 يوليو 2022
السعودية وضعت خطة للتدرّج في زيادة أعداد الحجّاج في الأعوام المقبلة (فرانس برس)
+ الخط -

أفاد المتحدث باسم وزارة الحج في السعودية هشام سعيد، اليوم السبت، بأنّ عدد الحجّاج هذا العام تجاوز 900 ألف، لافتاً إلى أنّهم يسعون إلى زيادة العدد في الأعوام المقبلة وفقاً للوضع الوبائي في العالم.

وقال سعيد، في مؤتمر صحافي من مقرّ وزارة الداخلية في مكّة، إنّ "عدد الحجّاج أكثر من 916 ألفاً، 85% منهم من خارج المملكة"، مضيفاً أنّ "المملكة وضعت خطة للتدرّج في زيادة أعداد الحجّاج في الأعوام المقبلة، لكن وفقاً للوضع الصحي والمؤشرات الصحية في العالم".

وتدفّق الحجّاج من مختلف دول العالم، اليوم السبت، على مشعر مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى في أوّل أيام عيد الأضحى، بعد أن باتوا ليلتهم في المشعر الحرام في مزدلفة. واحتمى بعضهم بالمظلات من أشعة الشمس الحارقة، إذ وصلت درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية في حين كانت أعمدة طويلة ترشّ الرذاذ البارد للتخفيف على الحجّاج.

Image
بالأرقام... 2022 أكبر موسم حج منذ كورونا

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إنّ "الحالة الصحية للحجّاج مطمئنة، ولم تُسجَّل أيّ أمراض وبائية أو مهدّدة للصحة العامة".

وقد حلقت طائرات مروحية في سماء منطقة الجمرات، فيما انتشرت خدمات الصحة والإسعاف والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن لتنظيم تحرّك الحجّاج في ساحات جسر الجمرات. وعبّر الحجّاج عن سعادتهم لتمكّنهم من أداء فريضة الحجّ بعد عامَين اقتصرت فيهما أعداد الحجّاج على بضعة آلاف، وسط قيود مشدّدة لمكافحة وباء كورونا.

تقول الحاجة الفلسطينية نُسيبة التي فضّلت عدم ذكر اسمها كاملاً لوكالة رويترز: "هذه المرّة الأولى التي أحجّ فيها... مشاعري جميلة جداً وأنا أختتم مناسك الحجّ. الحجّ كان مريحاً بسبب قلة عدد الحجّاج عمّا كان عليه قبل كورونا". تضيف أنّ "كلّ الأمور كانت ميسّرة سواء في عملية التفويج أو في رمي الجمرات، وفي الطواف والسعي، وبالتالي المشاعر الإيمانية بالحجّ أكبر".

قضايا وناس
التحديثات الحية

لكنّ رأياً آخر كان للحاج المصري أحمد نبيل الذي يقول لوكالة "رويترز" إنّ "زحمة" كبيرة كانت في خلال رمي الجمرات، لافتاً إلى أنّ "الناس من أعمار مختلفة... ونساء ورجال بقدرات بدنية مختلفة. فكانت ثمّة صعوبات. لكنّنا في النهاية أدّينا الشعيرة كما يجب".

وتُقلّص قلّة عدد الحجاج مخاطر التكدّس في وقت رمي الجمرات، وتربط السعودية سمعتها بإشرافها على الحرمَين الشريفَين في مكة والمدينة وعلى تنظيم الحجّ. وقد شُيّد جسر الجمرات لتخفيف الزحام بعد وقوع حوادث تدافع في سنوات سابقة.

وقال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في كلمة للحجّاج والسعوديين، اليوم السبت، إنّ "نتيجة للنجاح الكبير الذي حققته المملكة في مواجهة جائحة كورونا، رفعنا عدد حجّاج موسم هذا العام ليكون مليون حاج من الداخل والخارج، مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية الوقائية، حرصاً على سلامة الحجّاج، وعناية بصحتهم".

وسوف يعود الحجّاج إلى جسر الجمرات في اليومَين المقبلَين قبل أداء طواف الوداع في الحرم المكي في ختام مناسك الحجّ. وعلى الرغم من سعادة الحجّاج بـ"نعمة الحجّ" وقرب عودتهم إلى أوطانهم، ثمّة من يعبّر عن تأثّر بالغ. ويقول الحاج نبيل: "أنا حزين جداً مع قرب انتهاء مناسك الحجّ، فالأيام التي قضيتها هنا لا تتكرر بسهولة بسبب العوائق التنظيمية وتكلفة الحجّ... سأفتقد رؤية الكعبة والصلاة بالحرم كثيراً".

(رويترز)