استمع إلى الملخص
- تدعم المنظمة السورية للطوارئ النازحين بمواد زراعية، مما يساعدهم في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، رغم أن الإنتاج لا يسد حاجة المخيم بالكامل بسبب ملوحة التربة وسوء نوعها.
- تُعَدّ الزراعة وسيلة للتغيير والتخفيف من وطأة الحصار، رغم الصعوبات المتعلقة بسوء الطقس ونقص المواد الأساسية، حيث بدأت عزلة المخيم منذ عام 2016.
يعتمد النازحون في مخيم الركبان عند المثلث الحدودي بين الأردن وسورية والعراق، والواقع ضمن الأراضي السورية إلى الشرق من محافظة حمص، على الزراعة وسيلة لتخفيف الحصار المفروض على المخيم، والذي شُدّد عليه منذ نحو ثلاثة أشهر، مع منع قوات النظام السوري وروسيا وصول سيارات الغذاء عبر طرقات التهريب إلى المخيم، ضمن سياسة "الجوع أو الركوع".
وتهدف الزراعة في المخيم إلى تخفيف الحصار، وتتم في مساحات ضيقة يمكن للعائلات اعتمادها إلى حد ما في سد الاحتياجات اليومية، لا سيما أن بيئة المخيم وطبيعة أرضه صحراوية وغير مناسبة لزراعة المحاصيل. ومع وجود صعوبات في توفير المياه ونقلها، يوضح النازح المقيم في المخيم محمود الشهاب لـ"العربي الجديد"، أن النازحين داخل المخيم، وبعد انتهاء شهر رمضان، اتجهوا إلى الزراعة وخصصوا قسماً من الأرض في محيط منازلهم الطينية أو الخيام لممارستها.
ويشير إلى أن الذين يزرعون هم القادرون على توفير المياه، لكون نقل المياه يتطلب سيارة أو وسيلة نقل أخرى مثل العربات التي تجرها الحمير. ويقول إن المنظمة السورية للطوارئ دعمت الأهالي بمواد زراعية بما فيها البذور والأسمدة، مشيراً إلى أن هذا النوع من المشاريع يساعد إلى حد ما في الاكتفاء الذاتي، لكنه لا يسد حاجة المخيم من الخضار، ويعتبر الباذنجان والطماطم المحصولين الأساسيين. يضيف: "الذين يزرعون داخل المخيم يعتمدون على زراعة أنواع من الحشائش مثل البقدونس والنعناع والجرجير، نظراً لأن حاجتها إلى الماء ليست كبيرة، وهناك من يزرع الطماطم والخيار والباذنجان، لكن إنتاجها ضعيف بسبب ملوحة التربة وسوء نوعها. هذا الأمر يخفف نوعاً ما من الحصار، لكنه لا يسد الحاجة، والمادة الأساسية للناس في المخيم هي البطاطس، كونها قادرة على الصمود تحت الظروف الحالية بينما باقي الخضار بحاجة إلى برادات".
والزراعة في الوقت الحالي تُعَدّ وسيلة للتغيير في المخيم، وفق ما يقول النازح المقيم هناك، محمد الفياض، لـ"العربي الجديد". يضيف: "بدأت بزراعة بذور الكوسا والخيار، وكانت جيدة إلى حد ما، وتفي بالغرض عند انقطاع الخضار من المخيم. اليوم، أي شيء يخفف عنا هذا الحصار نعتبره جيداً، وكوننا في الصحراء فمن الجيد وجود مزروعات تعطي نوعاً من الجمالية والراحة. نطالب دائماً بفك هذا الحصار الجائر عنا، سنوات من التجويع أنهكتنا، الحياة شبه متوقفة في المخيم منذ سنوات بسبب هذا الحصار".
ووفقاً لتقرير صدر عن شبكة "حصار" المحلية التي تعنى بمتابعة الأوضاع في المخيم، فإن "الزراعة في المخيم تُعتبر، رغم الصعوبات التي تواجهها من عوامل سوء الطقس وعدم وجود المواد الأساسية للإنتاج، جزءاً من الحلول التي ينتهجها السكان للتغلب على الحصار".
ولجأ السكان في مخيم الركبان إلى الزراعة وسيلة لتوفير البدائل عن الخضار والمواد الغذائية، لكون مصدر هذه المواد الرئيسي مناطق سيطرة النظام السوري. وكانت تدخل إلى مخيم الركبان عبر سيارات تهريب، تسمح لها قوات النظام وروسيا بالعبور بعد دفع إتاوات مالية.
يشار إلى أن عزلة سكان المخيم بدأت منذ عام 2016 بعد إغلاق الأردن حدوده أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وازدادت العزلة مع توقف المساعدات الأممية للنازحين في عام 2019، وتشديد الحصار على النازحين في المخيم من النظام السوري والقوات الروسية بعد ذلك.