يوشك فريق من الأطباء والعلماء والمهندسين على تقديم عرض لمعظم المستشفيات في المملكة المتحدة لاستخدام جهاز exovent (إيكزوفنت)، الذي يمكن أن يسمح لبعض المرضى بالتخلّص من التخدير ووضع أجهزة التنفس الصناعي مع الأنابيب أسفل قصبتهم الهوائية، في حالات الأمراض المزمنة.
يستخدم الجهاز مبدأ "الرئة الحديدية" القديم، عن طريق خلق فراغ في وسط الجهاز الذي يسمح للمريض بالتمدّد داخله، ثم يدخل الهواء بلطف إلى الرئتين، ويمكن استخدامه لدعم المرضى في التنفس أو يمكنه السيطرة على تنفسهم تماماً.
New ‘iron lung’ to help NHS patients breathe could be ready this year
— SMARTMD (@SMART_MD) January 20, 2021
New device could also help tackle global threats like pneumonia in developing countries
via @Independenthttps://t.co/LxyZXVx6Ec pic.twitter.com/w2q2jG1tRJ
وبحسب الخبراء، نظراً لأنّ الجهاز يناسب المريض في سرير المستشفى، فلا حاجة عندها إلى تخديره، فيمكن أن يبقى مستيقظاً، يأكل ويشرب ويتحدث.
بدأ الفريق الذي يقف وراء المشروع في تطوير فكرته والعمل عليها العام الماضي، استجابةً للمخاوف من نفاد أجهزة التنفس الصناعي في المملكة المتحدة ودول أخرى، بسبب ارتفاع أعداد مرضى كوفيد-19.
يقول إيان جوسبري، الرئيس التنفيذي لشركة Exovent، وهو مهندس ميكانيكي سابق للطيران، لصحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية: "للجهاز فوائد كثيرة، ليس فقط لخدمة هيئات الصحة في المملكة المتحدة، ولكن على مستوى العالم". ويضيف: "يموت طفل كل 40 ثانية بسبب الالتهاب الرئوي، ونحن نعمل على تطوير نموذج منخفض الكلفة، يمكن استخدامه لعلاج هؤلاء المرضى، حتى يتمكّنوا من استكمال حياتهم دون الحاجة إلى وحدة العناية المركّزة أو طبيب التخدير".
وبحسب جوسبري، يمكن أن يقلّل الجهاز من أعباء وضع أنبوب في حلق المريض ودخوله في غيبوبة. ويتابع: "هناك الكثير من المرضى الذين يعانون من حالات مرضية تتعلق بأجهزة التنفس، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والالتهاب الرئوي، وهذه طريقة أكثر لطفاً لتقديم المساعدة، وتقليل مخاطر تلف الرئة الذي يحدث مع التهوية الميكانيكية. حتى الآن، لم يتم التحقيق في فاعلية الجهاز، من خلال تجربة سريرية كاملة، لكن تمّ اختباره من قبل العديد من المستشفيات، منها مستشفيات جامعة برمنغهام ترست، التي أجرت اختبارات تثبت نجاحه".
إقبال طبي
تخطّط المجموعة الآن لتقديم عرض إلى وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، وتتوقّع منحها الضوء الأخضر في غضون أشهر.
وقد أعرب كلّ من "مستشفى جامعة ساوثهامبتون" و"مستشفى يونيفيرسيتي كوليدج لندن" و"مستشفى كوين إليزابيث كينجز لين" عن اهتمامهم باستخدام الجهاز.
ووفقاً لورقة بحثية نُشرت في مجلة Anaesthesia لجمعية أطباء التخدير، فقد تمّ استخدام ستّة متطوّعين، من بينهم ثلاثة أطباء تخدير، لاختبار النماذج الأولية التي صنعتها المجموعة، وأظهرت النتائج أنّ الجهاز قادر على توفير تمدد رئوي متزايد للأشخاص الذين يتنفسّون تلقائياً، وتهوية قوية للسيطرة على تنفس الناس الذين يعانون من أمراض حادة.
ومن شأن الجهاز أن يخفّف من الأعباء على الممرّضين أيضاً، إذ إنّ المريض لا يحتاج إلى رعاية تمريضية كبيرة، مقارنة بالذين يخضعون للتهوية، والذين يعتمدون بشكل كامل على الآلات والممرّضات لإبقائهم على قيد الحياة.
وبحسب الدراسة، فقد وجد جميع المتطوعين أنّ الجهاز مريح، وذكروا أنّ أختام الرقبة والورك كانت ناعمة وسهلة الضبط، على وجه الخصوص، وأنّ بإمكانهم اختراقها طواعية لمدّ أذرعهم أو لمس وجوههم دون أن يؤثّر ذلك بشكل كبير على استقرار الضغط.
خلال جائحة فيروس كورونا، اضطرت المستشفيات إلى زيادة عدد الممرّضات إلى مستويات خطيرة بسبب الطلب على الرعاية الحرجة. ووفق جوسبري، فإنّ الجهاز يمكن أن يصبح أداة إضافية للأطباء لمساعدة المرضى على تجنّب التهوية كملاذ أخير، ويمكنه أيضاً تقليل الطلب على أنظمة الأكسجين، الأمر الذي أدّى إلى اضطرار بعض المستشفيات للإعلان عن حوادث كبيرة وتحويل المرضى بسبب مخاوف من انقطاع الإمدادات.
تشير التقديرات إلى أنّ النسخة البريطانية من الجهاز تكلّف حوالي 8000 جنيه إسترليني، وهي أرخص بكثير من أجهزة التهوئة التي تراوح كلفتها ما بين 15000 و30 ألف جنيه إسترليني.