الديك الرومي وشوكولاتة عيد الميلاد... متعة وفوائد صحية

25 ديسمبر 2020
تجمع العائلة حول الديك الرومي أحد أشهر مظاهر عيد الميلاد (Getty)
+ الخط -

قيّد تفشي فيروس كورونا مظاهر الاحتفاء بعيد الميلاد، لكن رغم ذلك انتصبت أشجار ميلاد في الساحات العامة، وظهرت في المنازل مزينةً بألوان وأضواء لتضفي قليلاً من البهجة، وعلى الرغم من أن ملامح الوجوه غابت خلف الكمامات، لكن بريق الأعين ما زال يشع بالأمل واستحضار الأمنيات.

عيد الميلاد (الكريسماس) إحدى أهم المناسبات التي يجتمع فيها أفراد العائلة والأصدقاء، والطعام من أهم ما يميز الاحتفال، وتختلف أطباقه من بلد إلى آخر، غير أن الديك الرومي يظل الطبق الرئيسي للمناسبة في العديد من بلدان العالم، إذ يجتمع حوله أفراد الأسرة في ليلة 24 ديسمبر/كانون الأول.

ويبدو أن اختيار هذا الطبق ليس عبثياً، فمنظر الديك الشهي على المائدة له دور كبير في إضفاء البهجة والسرور، وله أيضاً تأثير إيجابي على المزاج لأنه غني بالحمض الأميني (تربتوفان) الذي يقلل من التوتر العصبي، ويعزز من إنتاج هرمون السعادة (سيروتونين).

وللحم الديك الرومي خصائص تميزه عن اللحوم الأخرى، فيمتاز بمحتوى عالٍ من البروتين مقارنة بلحم الدجاج، إذ يحتوي صدر الديك الرومي منزوع الجلد على نسبة بروتين أعلى بمقدار 8 في المائة من الحصة نفسها من الدجاج، وفقاً للجمعية الأميركية للدواجن، كما يُعتبر مصدراً مهماً للأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، وهي الهيستيدين، آيسولوسين، ليسين، ميثيونين، فينيل ألانين، ثريونين، تريبتوفان، وفالين، وجميعها تساعد في بناء وإصلاح أنسجة الجسم، وتحسين نشاط العضلات.

ولحم الديك الرومي منخفض الدهون والسعرات الحراريّة مقارنة بلحم الضأن والأبقار، لذلك ينصح بإدراجه في أنظمة الحمية الغذائية، وتشير وزارة الزراعة الأميركية إلى أن 85 غراماً من صدر الديك الرومي يحتوي على 135 سعراً حرارياً، و24.70 غراماً من البروتين، و3.26 غرامات من الدهون، ولا يضم أي كربوهيدرات. بينما تحتوي الكمية نفسها من لحوم الأبقار على أكثر من 200 سعر، ما يجعله مفيداً للقلب، ومخفّضاً للكولسترول، وتشير وزارة الصحة الكندية إلى أن ما يقارب نصف الدهون في الديك الرومي أحادية غير مشبعة، وهو النوع نفسه الموجود في زيت الزيتون الصحي للقلب.

لحم الديك الرومي منخفض الدهون والسعرات الحراريّة مقارنة بلحم الضأن والأبقار، لذلك ينصح بإدراجه في أنظمة الحمية الغذائية

 

ويمد لحم الرومي الجسم بالعديد من الفيتامينات مثل B6, B12 الضرورية لوظائفه الحيوية، بالإضافة لفيتامين (D) الضروري لامتصاص الكالسيوم لبناء وللحفاظ على العظام والأسنان، كما أنه مصدر جيد للمعادن كالحديد والزنك والسلينيوم، والتي تسهم في تقوية وتعزيز جهاز المناعة.

وللشوكولاتة فوائد لا تحصى

ولا تغيب الحلويات عن احتفالات الميلاد في شتى أنحاء العالم، فيتم إعدادها بأشكال ومكونات مختلفة، مثل الشوكولاتة البيضاء والداكنة، والمحشوة بالمكسرات أو الفواكه الجافة، والتي تغلف بأشكال جذابة على شكل شجرة الميلاد وسانتا كلوز والأجراس.

 

وتحتوي الشوكولاتة عموماً، ولا سيما الداكنة منها، على مجموعة كبيرة من المواد الغذائية الصحية، بينها المضادة للأكسدة كالفلافونويدات، والتي تساعد في حماية القلب، واسترخاء الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم، وبالتالي خفض ضغط الدم، ولها خصائص مضادة للالتهاب ومعززة للمناعة، كما تحتوي على المعادن، كالمغنسيوم والحديد والزنك والبوتاسيوم، وعلى مواد منشّطة تساهم في محاربة التوتر والتعب وزيادة التركيز.

وتحمي الشوكولاتة البشرة من أضرار أشعة الشمس بفضل المركبات النشطة بيولوجياً مثل "الفلافونول"، وتحسن تدفق الدم إلى الجلد، وتزيد من كثافة البشرة وترطيبها، ويقلل تناولها من مستويات التوتر، ويساهم في رفع المعنويات، عن طريق تحفيز إنتاج هرمون السيروتونين.

ورغم أن تناول الشوكولاتة الداكنة له العديد من الفوائد، علينا أن نعرف أنها غنية بالسكر والدهون، مما يجعلها غنية بالسعرات الحرارية، ففي 41 غراماً من الشوكولاتة الداكنة 190 سعراً حرارياً. لذلك علينا الحد من استهلاكها، وإيجاد توازن بين سعادة تناولها وسعراتها الحرارية، ويقول الخبراء إن الكمية الموصى بها يومياً هي 30 إلى 60 غراماً بحسب العمر والجنس والنشاط الحركي.

*يارا حسين، باحثة تحمل شهادة دكتوراه في تكنولوجيا الغذاء والصناعات الغذائية؛ تكتب لـ"العربي الجديد" مقالات متخصصة حول الصحة والغذاء

المساهمون