الدراسة في جامعات ومدارس الكويت "عن بُعد" ليومين بسبب الأمطار

12 ابريل 2023
جاء القرار نظراً لشدة الأمطار المتوقع هطولها (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة التربية الكويتية، الثلاثاء، تعطيل كافة المدارس الحكومية والخاصة ليومي الأربعاء والخميس، وإجراء الدراسة عن بُعد، بسبب تطور حالة الطقس ولشدة الأمطار المتوقع هطولها على البلاد نهاية الأسبوع.

وقال المتحدث الرسمي لوزارة التربية، أحمد الوهيدة، إنّ قرار تعطيل الدراسة جاء "بناءً على التقارير الواردة من إدارة الأرصاد الجوية التابعة للإدارة العامة للطيران المدني، والتي أصدرت تحذيرات بوجود أمطار غزيرة وعواصف رعدية"، بحسب بيان الوزارة على موقعها الإلكتروني الرسمي.

في البداية، قررت وزارة التربية تقديم موعد انصراف الطلبة والمعلمين يوم الأربعاء ساعتين عن موعده الأساسي، وذلك "لسلامة تأمين وصولهم إلى منازلهم"، مع تعطيل المدارس وتحويل الدراسة عن بعد، يوم الخميس فقط، لكن لاحقاً أصدرت بياناً جديداً، بإضافة تعطيل يوم الأربعاء إليه، نظراً "لتطور حالة الطقس".

من جهتها، قالت جامعة الكويت في بيان لها عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، إن أمين عام الجامعة بالإنابة، الدكتور فايز الظفيري، أعلن عن "تحويل المحاضرات الجامعية إلى نظام (عن بُعد) يوم الأربعاء الموافق 12 إبريل/نيسان الحالي، بعد الساعة 12:30، في جميع الكليات بجامعة الكويت، بسبب الحالة الجوية المتوقعة التي تشهدها البلاد"، وبيّن أنه "سيتم البت في وقت لاحق في ما يخص دوام يوم الخميس". 

بدورها، أعلنت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أنه "حرصاً من الهيئة على سلامة طلبتها ومنتسبيها، فقد تقرر تحويل التعليم الحضوري ليومي الأربعاء والخميس إلى تعليم عن بُعد (من خلال برنامج التيمز)، حيث سيتم فتح البرنامج لكل الشعب الدراسية لهذين اليومين فقط، على أن يتم تأجيل جميع الاختبارات للأسبوع القادم".

وأوضحت أن قرارها "بناءً على تقرير الإدارة العامة للطيران المدني (إدارة الأرصاد الجوية) لحالة الطقس التي تمر بها البلاد في الساعات القادمة، حيث ستتأثر بحالة مطرية تصل إلى الغزيرة في بعض المناطق، وقد تبلغ ذروتها في يوم الأربعاء إلى يوم الخميس". 

كما أعلنت عدة جامعات خاصة (أهلية) في الكويت، عن تعطيلها الدراسة في يومي الأربعاء والخميس، من بينها "كلية القانون الكويتية العالمية"، و"الجامعة الأسترالية"، و"كلية الكويت التقنية".

فيما تواصل بقية الجهات الحكومية عملها بشكل طبيعي، حيث لم تصدر أية قرارات رسمية بتعطيلها، سواء من مجلس الوزراء الكويتي، أو من ديوان الخدمة المدنية.

وكان تقرير بحالة الطقس صدر عن إدارة الأرصاد الجوية، الثلاثاء، جاء فيه: "تُشير خرائط الطقس إلى تأثر البلاد بحالة مطرية تبدأ تدريجياً من مساء الثلاثاء حتى عصر الخميس، تكون هذه الحالة متفاوتة الشدة ما بين خفيفة ومتوسطة الشدة، وغزيرة على بعض المناطق، حيث تبلغ ذروتها من بعد ظهر الأربعاء حتى ظهر يوم الخميس". 

وحول ذلك، قال خبير الأرصاد الجوية، فهد العتيبي، لـ"العربي الجديد"، إن "فرص الأمطار في الكويت مستمرة حتى ظهر يوم الخميس، وتكون رعدية بشكل عام على بعض المناطق". وأشار إلى أن "شدة وذروة الأمطار متوقعان من مساء يوم الأربعاء حتى صباح يوم الخميس، من خفيفة إلى متوسطة، وغزيرة على بعض المناطق".

ولفت العتيبي إلى أنه "خلال الـ48 ساعة (يومي الأربعاء والخميس) فإن نشاط الهواء والغبار وارد، والبرِدي (البَرَد) وارد"، مُضيفاً: "تُعتبر هذه الفترة انتقالية وتتميز بتقلبات جوية سريعة، والأمطار الغزيرة وتسمى بسُبّق السرّايات".

وأوضح: "تقل فرص الأمطار تدريجياً بعد ظهر يوم الخميس، ومن بعدها يبدأ انخفاض في درجات الحرارة بمعدل من 5 إلى 8 درجات مئوية".

وتوقّع أن تكون هذه الموجة من الأمطار "أشد" من الموجة الأخيرة مطلع شهر رمضان، في 26 مارس/آذار الماضي، بعدما "سجّل منسوب المياه أكثر من 30 ملم.

وتسببت موجة الأمطار الأخيرة بغرق عدة شوارع في البلاد، بعد تجمع المياه فيها، ما أدى إلى شلل حركة السير في أماكن متفرقة، وأظهرت فيديوهات العديد من المركبات الغارقة في المياه، ما استدعى استنفار عدة جهات حكومية للتعامل مع الوضع، من بينها "الجيش الكويتي" و"الحرس الوطني" و"وزارة الداخلية"، وتواجد أكثر من مسؤول حكومي رفيع للإشراف المباشر على عمليات سحب المياه. 

وأبدت معلمة الفلسفة للمرحلة الثانوية في وزارة التربية، بشاير الشمري، في حديث مع "العربي الجديد"، امتعاضها من قرار الوزارة بتعطيل الدراسة، موضحةً أن "القرار لا معنى له عندما يغيب المتعلمون عن المدارس ويحضر المعلمون إليها".

وأضافت الشمري: "التعليم عن بُعد أثبت فشله في تجربة كورونا بالمقارنة مع الميدان، كما أن الغياب الجماعي المتكرر في مثل هذه الحالات يُرهق كاهل المعلمين في محاولة اللحاق بالخطة الزمنية لإنهاء المناهج الدراسية". ولفتت إلى أن "الوزارة لم تُراعِ أيضاً غياب الطلبة الجماعي عن الدراسة في العشر الأواخر".

من جهته، قال معلم اللغة الإنكليزية للمرحلة المتوسطة في وزارة التربية، نواف العتيبي، لـ"العربي الجديد"، إن "قرارات مثل تعطيل الدراسة من المُفترض ألا تتم بمعزل عن بقية قطاعات الدولة، وإنما يجب التنسيق بين وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية والأرصاد الجوية وغيرها، قبل أن تنفرد الوزارة لوحدها بمثل هذا القرار".

وأضاف: "قرار وزارة التربية متخبط وغير مدروس، ويضر بالعملية التعليمية لطالما أن بقية مؤسسات الدولة ما زالت تعمل بشكل طبيعي".

المساهمون