تواصل فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) عمليات إزالة مخلفات الحرب من مناطق سيطرة المعارضة السورية، في ظل إجراء جلسات توعية للحد من مخاطر هذه الذخائر غير المتفجرة والتعامل معها.
وقال محمد سامي المحمد، مسؤول فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في مؤسسة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن فرق إزالة مخلفات الحرب (UXO) في "الدفاع المدني السوري" تمكنت خلال شهري يناير/ كانون الثاني، وفبراير/ شباط من إتلاف 150 قطعة ذخيرة متنوعة، من بينها 55 قنبلة عنقودية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية.
وأكد أنه جرى إجراء 206 عمليات مسح في المنطقة، مُشيراً إلى أنه جرى العثور على 71 منطقة ملوثة بالذخائر تم تحديدها، منوهاً بأن فرق "الخوذ البيضاء" أجرت خلال الفترة الزمنية المذكورة أعلاه 463 جلسة توعية في مناطق متفرقة من شمال غرب سورية، استفاد منها 8225 غالبيتهم من الأطفال.
وأضاف أن "هناك جملة من الصعوبات، وخاصة أننا نتحدث عن المهمة الأخطر في العالم، والخطأ الأول سيكون الأخير، ولكن مقابل هذه المهمة الخطرة هناك حماية للأرواح، وتمكين للمجتمعات من الاستقرار".
وأشار إلى أن "هناك صعوبات أخرى تتعلق بعدم توفر المعدات اللوجستية المتطورة، وكثرة الذخائر غير المنفجرة من مخلفات القصف، وخاصة القنابل العنقودية والتي وثقنا استخدام روسيا والنظام لـ 11 نوعاً منها، كما أن استمرار قصف قوات النظام وروسيا يصعّب العمل على الفرق ويؤدي لتلوث مناطق تم تأمينها".
من جانبه، قال محمد المصطفى، وهو من أهالي بلدة بليون في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "فرق الدفاع المدني السوري أزالت خلال العام الفائت صواريخ عنقودية من مخلفات قصف سابق للطائرات الحربية الروسية على أرضي الزراعية المحيطة بالبلدة".
وأشار المصطفى، إلى أن "الأرض تعرضت للقصف قبل نحو ثلاثة أعوام، ولم أستطع الدخول إلى أرضي بسبب وجود مخلفات حرب بداخلها، بالإضافة إلى القصف المتواصل والمستمر على البلدة"، موضحاً أن "فرق الدفاع المدني أجرت عمليات مسح للأراضي الزراعية والأراضي المحيطة بها خلال العام الفائت، وتمكّنت من إزالة مخلفات الحرب التي كانت موجودة فيها".
بدوره، لفت المزارع معتز الغابي، وهو من أهالي بلدة السرمانية في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "أرضي الزراعية فيها مخلفات حرب بشكل كبير، لكن لا أستطيع الوصول إليها بسبب قربها من خطوط التماس مع قوات الأسد والمليشيات الإيرانية، وحتى فرق الدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليها كونها منطقة مكشوفة وتتعرض للقصف بشكل يومي".
وأوضح الغابي: "أنا الآن نازح مع عائلتي إلى مخيمات أطمة شمال محافظة إدلب، وكنت في السابق أتمكن من سداد نفقات أسرتي المعيشية من واردات المحصول الزراعي في أرضي التي كانت مزروعة بالبطاطا، الآن نحن نعيش على السلة الغذائية، ونعمل في الفعالة بأراضٍ زراعية في مناطق الشمال السوري".
وبحسب فريق "منسقو استجابة سوريا"، فإن 91 انفجاراً (مخلفات حرب، عبوات ناسفة) وقعت في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سوريا خلال العام الفائت 2022، تسببت بمقتل 37 شخصاً، بينهم 17 طفلاً، وسيدتين، بالإضافة إلى إصابة 85 شخصاً بينهم 45 طفلاً، وامرأة واحدة.