قالت منظمة "الدفاع المدني السوري"، اليوم الثلاثاء، إنّ متطوعي "الخوذ البيضاء"، تعرضوا لهجمات مزدوجة أثناء استجابتهم لإنقاذ الأرواح في جسر الشغور منذ يوم الأربعاء وحتى أمس، نتيجة التصعيد في الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية المُمنهجة من قبل نظام الأسد وروسيا، مضيفة، أن أربعة من مراكزها، تضررت في سرمين ومركز إدلب وأريحا جراء القصف، بريف محافظة إدلب، شمال غربي سورية. وطالبت المنظمة من المجتمع الدولي أن يدين بأشد العبارات هذه الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، وأن يطالب بحمايتهم والسماح لهم بالوصول إلى السكان المتضررين بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.
وأشارت "الخوذ البيضاء"، إلى أن تلك الهجمات أسفرت عن مقتل 46 مدنياً، من بينهم 9 نساء و13 طفلاً، وإصابة 213 مدنياً، مبينة أنها استهدفت المدنيين والأحياء السكنية والبنية التحتية، بما في ذلك 10 مدارس ومرافق تعليمية، و5 مساجد، و5 مرافق طبية منها مستشفيان، و3 مخيمات للمهجرين ومتضرري الزلزال، و 4 أسواق. ولفتت المنظمة إلى أن نظام الأسد استخدم الأسلحة المحظورة عالمياً، ومنها الذخائر العنقودية في هجوم على بلدة ترمانين، والذخائر الحارقة أربع مرات منذ يوم الأربعاء الماضي وحتى الأحد، موضحة، أن "هذه الأسلحة محظورة عالمياً لأنها تسبب أضراراً مدنية مباشرة وطويلة الأمد، تاركة وراءها مخلفات غير منفجرة تعمل كألغام أرضية لسنوات". وشددت "الخوذ البيضاء"، على أن "هذا التصعيد يأتي بعد شهر دموي وتزايد عدد الهجمات على شمال غربي سورية، مؤكدةً، أنه خلال شهر سبتمبر/أيلول وحده، استجابت فرق "الدفاع المدني السوري" لأكثر من 223 هجوماً عسكرياً، واستهدفت هذه الهجمات الممنهجة الأحياء المدنية والمرافق الحيوية والبنية التحتية والمناطق المزدحمة، فضلاً عن استهدافها لفرق "الخوذ البيضاء" والعاملين في المجال الإنساني، مُشيرةً، إلى أن نمط الاستهداف يُشير إلى نية التسبب في أكبر قدر ممكن من الضرر في صفوف المدنيين، معتبرةً، أن هذا الاستخفاف الصارخ بالحياة والاستهداف المتعمد للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية يشكلان جرائم حرب بموجب القانون الإنساني الدولي. وكشفت أن منطقة شمال غربي سورية في خضم كارثة إنسانية وإن اقتراب فصل الشتاء وبدء موجة جديدة من النزوح والتهجير سيزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية، بالإضافة إلى الاحتياجات الإنسانية الموجودة مسبقاً منذ 12 عاماً على بدء النزاع والزلزال الأخير، موضحةً، أن الهجمات سببت نزوح آلاف العائلات ومن المتوقع أن يرتفع العدد، ويجري إجلاء الأسر النازحة إلى ملاجئ مؤقتة، كما أعلنت فرق الدفاع المدني السوري عن دعمها لعمليات الإجلاء، مشددةً، على أن عواقب هذا النزوح ستكون كارثية وستؤثر في جميع أنحاء المنطقة، مبينةً، أن العائلات النازحة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية والتعليم.
ولفتت إلى أن الشعب السوري تحمّل سنوات من الحرب والنزوح والأزمات الإنسانية في ظل استمرار الإفلات من العقاب دون إحراز أي تقدم نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، موضحةً، أن تجاهل نظام الأسد المستمر لهذا القرار وغياب المحاسبة والجهود الهادفة لحل سياسي، قد سمح للنظام بمواصلة جرائمه المتعمدة والمنهجية ضد السوريين. وركّزت "الخوذ البيضاء"، على أن هذا التصعيد الجديد للهجمات عرض حياة 4.5 مليون سوري للخطر ويهدد بتفاقم الظروف القاسية الموجودة، معبرةً عن شعورها بالفزع إزاء غياب الاهتمام الدولي بهذا التصعيد المستمر واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والعاملين في المجال الإنساني، مجددةً مطالبة المجتمع الدولي بالعمل بشكل حاسم نحو حل سياسي لحماية المدنيين بشكل مستدام، واستخدام جميع القنوات القانونية والدبلوماسية المتاحة لإنهاء الإفلات من العقاب وضمان حق المساءلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة ضد الشعب السوري.