تمكنت فرق منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) بمشاركة عشرات المتطوعين من إخماد حريق ضخم، اندلع عصر أمس الجمعة، في منطقة حراجية بريف إدلب الغربي، شمال غربي سورية.
وقال المتطوع لدى "الخوذ البيضاء" حسان الحسان، وهو أحد المشاركين في إخماد الحريق، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن حريقاً حراجياً ضخماً اندلع في منطقة الدرية غربي محافظة إدلب، عصر الجمعة، مؤكداً: "استجبنا فوراً للحريق وبدأنا عمليات إخماد النيران التي انتشرت على مساحات واسعة في المنطقة الجبلية، وكانت الصعوبات كبيرة بسبب الجروف الصخرية الكبيرة وتوزع بؤر النيران في الوديان والمنحدرات الجبلية التي أعاقت بشكل كبير عمل الفرق، بالإضافة إلى نشاط الرياح".
وبين الحسان أنه "تمكنا بعد 10 ساعات من العمل المتواصل من إخماد الحرائق وتبريد أماكنها بالكامل، بمشاركة 90 متطوعاً من (الدفاع المدني السوري)، موزعين على 20 فريقاً، و6 سيارات إطفاء، و5 صهاريج للتزويد بالمياه، و8 سيارات خدمة وتدخل سريع، وسيارتي إسعاف، وسيارة لغرفة العمليات".
وأشار الحسان إلى أن المتطوعين واجهوا خلال عمليات إخماد الحرائق تحديات كبيرة، تعرضوا خلالها للإجهاد وضيق التنفس بسبب ارتفاع درجات الحرارة والدخان، وبذلهم جهداً جسدياً كبيراً بسبب وعورة المنطقة وحملهم خراطيم المياه الثقيلة ومدها لمسافات طويلة، إلا أنهم كانوا مصرّين على مواجهة النيران لحماية البيئة وسبل عيش المجتمعات المحيطة بالمناطق الحراجية.
ولفت المتطوع لدى "الخوذ البيضاء" إلى أن فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أخمدت، منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، 2203 حرائق في شمال غرب سورية، كان منها 705 في الأراضي الزراعية، و540 في منازل المدنيين، و158 في المخيمات، و136 في الغابات والمناطق الحرجية، وتوزعت باقي الحرائق على الطرقات والأسواق والمرافق العامة ومحطات الوقود.
وتخلف حرائق الغابات مخاطر مباشرة على سبل عيش المجتمعات المحلية، وخاصة في شمال غرب سورية حيث استُنفذ الغطاء النباتي بشكل جائر بسبب ظروف الحرب والتهجير، وتسعى فرقنا، إضافة لحماية الأرواح من الحرائق، للحفاظ على البيئة، وحماية التوازن الحيوي".
وكانت "الخوذ البيضاء" قد تمكنت، في الـ28 من يوليو/ تموز الماضي، من إخماد حريق ضخم بعد 9 ساعات عمل متواصلة، اندلع في منطقة حراجية ضمن منطقة دير عثمان بريف مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.