أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الإثنين، دفن 232 جثة مجهولة الهوية في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار والحديدة، منذ مطلع العام الجاري، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وذكرت وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الجماعة، أن النيابة العامة بدأت المرحلة الرابعة من دفن عدد من الجثث مجهولة الهوية التي كانت محفوظة في ثلاجة مستشفى الثورة العام بذمار، ضمن قرار صدر مطلع العام بدفن 715 جثة مجهولة الهوية، بعضها محفوظ منذ 5 سنوات، من دون توضيح ما إذا كان أصحابها من ضحايا الحرب أم ضحايا حوادث مرورية أو جنائية.
وقالت النيابة العامة إن عملية الدفن تمت بعد فحص الجثث من الطب الشرعي، وعمل تعريفات لخصائصها الوراثية، مشيرة إلى أن عملية الدفن هي الطريقة الوحيدة التي تضمن إبقاء المعلومات الوراثية وخصائص الحمض النووي قابلة للفحص عبر الرفات، وإن الجثث أعطيت أرقاما لتمييزها، كما أن القبور مرتبطة بملفات وسجلات محفوظة في النيابة العامة، يمكن الرجوع إليها في حال ظهور من يطالب بها.
ومنذ بدء الحرب في عام 2015، شهدت ثلاجات الموتى بالمستشفيات الحكومية في اليمن تزايد أعداد الجثث المجهولة، ومعظم الجثث تعود لأشخاص قتلوا في ضربات جوية للتحالف السعودي الإماراتي طاولت أحياء سكنية، فضلا عن ألغام أرضية دمرت مركبات للمدنيين.
وقالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثي استحدثت عددا من ثلاجات الموتى لمقاتليها الذين يسقطون خلال الصراع، وخصوصا في مستشفى الكويت الجامعي، والذي يتم نقل الجثث إليه حتى يتسنى لأقارب القتلى التعرف إليهم.
ووفقا للمصادر، فقد لجأت الجماعة أيضا إلى إنشاء مقابر جماعية للجثث التي لا يتم التعرف عليها من بين مقاتليها، فيما يتم الاحتفاظ بجثث أفراد قوات الحكومة المعترف بها دوليا في ثلاجات منفردة، حتى يتم بعدها إجراء عمليات تبادل للجثامين.
وكشفت جماعة الحوثي، نهاية الأسبوع الماضي، أنها استلمت 7 جثت لمقاتلين تابعين لها مع 670 أسيرا تم استلامهم في المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى التي تمت يومي الخميس والجمعة، بإجمالي 1056 أسيرا.