دعت الحكومة الأردنية لتظافر الجهود الأهلية والوطنية لمساعدة أكبر شريحة من المواطنين في ظل ظروف جائحة كورونا التي يمر بها الأردن وتقديم العون الإنساني بمختلف أشكاله مع اقتراب حلول شهر رمضان.
كما وضعت مُحدّدات وشروطاً على المعونات الإنسانية التي تقدم للعائلات الفقيرة خلال شهر رمضان، وخاصة طرود المواد التموينية، بحيث تكون صالحة للاستهلاك البشري وقبل نهاية فترة الصلاحية لكل مادة بما لا يقل عن 6 أشهر.
وطلب وزير التنمية الاجتماعية أيمن المفلح من مديريات التنمية الاجتماعية في المحافظات والمدن متابعة مدى الالتزام بإجراءات وشروط مبادرات الخير لشهر رمضان المبارك.
وارتفعت نسبة الفقر وعدد الأسر الفقيرة خلال أقل من عام بنسبة كبيرة بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، إذ فقد آلاف الأشخاص وظائفهم وما زالت العديد من القطاعات والمنشآت مُغلقة بسبب الإجراءات الحكومية المطبقة في محاولة لاحتواء الوباء وتقليل عدد الإصابات بالفيروس.
ووفقا لتقديرات البنك الدولي، يتوقع أن يزيد عدد الفقراء في الأردن جراء تأثيرات جائحة كورونا وأن تزيد نسبة الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 1.3 دينار يومياً (1.83 دولار)، وهو خط الفقر المدقع عالمياً خلال العام الحالي، 2021، عن 27%.
كما توقع البنك ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون على أقل من 2.25 دينار يومياً إلى 19%.
وأكد وزير التنمية الاجتماعية على ضرورة التأكد من جودة ومحتويات الطرود الغذائية وصلاحيتها وبما لا يقل عن ستة أشهر، وكذا آليات تخزينها حرصا على صحة وسلامة المستفيدين منها، وأن تكون الطرود معبأة بطريقة لائقة ومقبولة تحفظ كرامة متلقي المساعدة.
ضرورة منع تصوير الأسر المستفيدة وبمختلف أشكاله حفاظاً على خصوصية وكرامة المستفيدين من المساعدات
كما شدد على ضرورة منع تصوير الأسر المستفيدة وبمختلف أشكاله حفاظاً على خصوصية وكرامة المستفيدين من المساعدات.
وأشار وزير التنمية الاجتماعية إلى أنه ونظرا لقرب حلول شهر رمضان، حيث تزداد مبادرات الخير من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية وكذا المبادرات الشخصية، وحرصاً على مساعدة الأسر الفقيرة والوصول إلى أكبر عدد ممكن منها، يجب مراعاة المتطلبات والاشتراطات اللازمة في تلك المعونات، وخاصة طرود الخير.
وقال الخبير في مجال الفقر والدراسات الاجتماعية، المستشار السابق لوزارة التنمية الاجتماعية الأردنية فواز الرطروط، لـ"العربي الجديد"، إنه يتوجب أن ترتفع مبادرات العون الاجتماعي من قبل الميسورين والشركات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لمساعدة العائلات الفقيرة، خاصة في شهر رمضان المبارك، الذي تزيد فيه معدلات الاستهلاك والطلب على السلع الأساسية.
وأضاف أن نسبة الفقر، ووفقا للمعطيات من الواقع واستنادا إلى دراسات دولية متخصصة، ستواصل ارتفاعها خلال الفترة المقبلة، مع استمرار جائحة كورونا وتفاقم تأثيراتها السلبية على معيشة المواطنين وخسارة وظائفهم وتراجع النشاط الاقتصادي بشكل عام، إضافة إلى ارتفاع متطلبات الإنفاق على الرعاية الصحية والوقائية.
وقال الرطروط إنه يجب أيضا الكف عن الممارسات الاستفزازية التي تصدر عن مقدمي المعونات وذلك بتصوير عملية تقديم طرود الخير وتقديم سلع دنت صلاحيتها من الانتهاء، ما يشكل خرقا لكرامة ومشاعر الفقر، وهو أمر يرفضه المجتمع وغير مقبول إطلاقا.
وأكد على ضرورة توجيه المعونات لأصحابها من العائلات الفقيرة، حيث يتم أحيانا تقديمها لأسر غير محتاجة بسبب تجاوزات يرتكبها القائمون على تلك المبادرات وتخصيص جزء منها لذويهم ومعارفهم.
وطلبت وزارة التنمية الاجتماعية إتاحة قواعد البيانات المتوفرة في المديريات لهذه المبادرات وحسب الأصول للتأكد من استحقاق الأسر المستفيدة، وضرورة التنسيق المستمر مع الحكام الإداريين والتشبيك للوصول إلى أكبر عدد من الأسر الفقيرة وتطبيق مضامين التعميم بكل حزم.
وحثّ وزير التنمية الاجتماعية الجمعيات الخيرية على تبني المبادرات وتقديم المساعدات للمواطنين المستحقين للتخفيف من الأعباء المعيشية قدر المستطاع، وتجنب الازدواجية والتكرار في تقديم المساعدات للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المستحقة، إضافة إلى الالتزام التام والكامل بأوامر الدفاع وإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي أثناء عملية التوزيع.