الجيش اللبناني يحبط محاولة تهريب مهاجرين جديدة في طرابلس والبحث يتواصل عن مفقودي الزورق

29 ابريل 2022
أهالي ضحايا زورق طرابلس يطالبون بمعرفة مصيرهم (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلن الجيش اللبناني، اليوم الجمعة، أنه اعتقل خمسة أشخاص في مدينة طرابلس (شمال)، بينما كانوا يستعدّون لتهريب مهاجرين بقارب إلى أوروبا.

وقال الجيش إن المهربين اعتقلوا في ساعة متأخرة من مساء الخميس، بينما كانوا يستعدون لتهريب 85 شخصاً على متن قارب بعدما جمعوا منهم ما مجموعه 400 ألف دولار، موضحاً أن القارب تمت مصادرته، وأن المعتقلين يتم استجوابهم.

يأتي هذا الإعلان بعد مرور أسبوع على مأساة "زورق الموت" الذي ما زال عالقاً في قاع البحر، بينما عمليات البحث عن المفقودين تسير بوتيرة بطيئة، في ظل العجز عن استخراج الزورق لانعدام الإمكانات والمعدات اللازمة.

ويواصل أهالي الضحايا والمفقودين تحركاتهم المطالبة بمعرفة مصير أبنائهم، وطالب بعضهم بإحالة الملف إلى المجلس العدلي بدلاً من القضاء العسكري حرصاً على شفافية التحقيق.

تقول الصحافية نسرين مرعب، وهي قريبة 5 مفقودين كانوا على متن المركب، لـ"العربي الجديد"، إن "العائلات لا تعرف طعم النوم منذ أسبوع، وتنتظر معرفة مصير أبنائها، كما ترفض تقبل التعازي. الزورق كان على متنه 80 شخصاً على الأقل، هذا أقرب عدد تمكنّا من الوصول إليه مع إحصاء الناجين والضحايا والمفقودين".

وتضيف مرعب: "جثث اثنتين من بنات عماتي وأولادهما الثلاثة مجهولة المصير، وعمليات البحث محدودة، بينما يجب انتشال الزورق لأن غالبية المفقودين في الغرفة السفلى منه، ومعظم الذين تم إنقاذهم أو إيجاد جثثهم كانوا على السطح".

ويخشى أهالي الضحايا من تسوية على حساب حياة أبنائهم في ظل محاولة الأجهزة الأمنية ترسيخ فرضية غرق الزورق في حين أن رواية الناجين تؤكد أن الزورق تم إغراقه، كما يخشون من تكرار فكرة استحالة الوصول إلى المركب، وهو ما يزيد ألمهم، إذ يريدون قبوراً لذويهم، مع العلم أن الزورق دليل أساسي في الكشف عن كيفية الغرق.

ويتهم ناجون الجيش اللبناني بإغراق المركب بعد الاصطدام به مرتين، في حين أكد قائد القوات البحرية أن قائد المركب نفذ مناورات للهرب من الخافرة العسكرية ما أدى إلى ارتطامه وغرقه.

وعلى مدار سنوات، كان لبنان بلداً يستضيف اللاجئين، ولكن منذ بدء الانهيار الاقتصادي للبلاد في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حاول مئات الأشخاص القيام برحلات بحرية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل.

المساهمون