الجفاف في جبال الأنديز البيروفية يقضي على حيوانات الألبكة ومحاصيل البطاطس

04 ديسمبر 2022
حيوانات الألبكة في خطر بالبيرو (خوان كارلوس سيسنيروس/ فرانس برس)
+ الخط -

أدّى الجفاف في جبال الأنديز البيروفية إلى القضاء على قطعان ألبكة ومحاصيل بطاطس، الأمر الذي أجبر حكومة البيرو على إعلان حالة طوارئ في هذا السياق، ابتداءً من أمس السبت في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2022 ولمدّة 60 يوماً، في أكثر من 100 منطقة.

وتُعَدّ المجتمعات الريفية في مقاطعتَي أريكويبا وبونو جنوبي البيرو الأكثر تضرّراً، لذا أعلنت الحكومة حالة طوارئ "بسبب خطر وشيك من نقص المياه". ووصفت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (سينامي) الجفاف الحالي بأنّه إحدى أسوأ الموجات التي تضرب البلاد منذ نصف قرن، والتي تفاقمت بسبب ظاهرة "لا نينيا" الطبيعية الدورية في المحيط الهادئ التي تؤدّي إلى انخفاض حرارة الجوّ.

وأفادت "سينامي" بأنّ "نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 كان من أكثر الأشهر جفافاً في خلال الأعوام الـ58 الماضية بمنطقة الأنديز". وقد تكبّدت مجموعات من السكان الأصليين في قرى الأنديز الصغيرة خسائر فادحة في المحاصيل وقطعان الماشية.

من منزلها الجبلي الواقع في بلدة لاغونيّاس القريبة من مدينة بونو (جنوب شرق) والتي يصل ارتفاعها في بعض المواقع إلى 4200 متر، على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة ليما، تشكو مربية الألبكة إيزابيل بيليدو. وتقول لوكالة فرانس برس إنّه "بسبب نقص العلف والمياه تنفق الألبكة"، مؤكدة "لقد نقفت الألبكة التي أملكها".

من جهته، يرى الطبيب البيطري والخبير في حيوانات اللاما والألبكة كارلوس باتشيكو أنّ استمرار الجفاف هو السيناريو الأسوأ. ويوضح أنّ "الحيوانات تعاني أصلاً من نقص في الوزن وسط عدم توفّر مراعٍ".

على مرتفعات عالية في جبال الأنديز، من الممكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 20 درجة مئوية دون الصفر وأن تسبّب نفوقاً جماعياً للأغنام والألبكة التي تُعَدّ حيوية لبقاء سكان القرى الجبلية الصغيرة. يُذكر أنّ في شتاء عام 2015، نفق 170 ألف رأس من الألبكة بسبب البرد القارس والجفاف في البيرو.

وفي هذا السياق، أفادت تقارير الصحف المحلية بأنّ مئات من صغار الألبكة والحملان نفقت هذا العام. وقد جفّت البحيرات الضحلة ولم يبقَ منها سوى برك متفرّقة، كما هي حال بحيرة باريواناس القريبة من لاغونيّاس. وفي منطقة سانتا لوسيّا المجاورة، اختفت بحيرة كولباكوشا كلياً، ولم يتبقَّ سوى قاع طيني متصدّع.

الصورة
مزارعون يسيرون في موكب ويحملون تمثال سيدة السحب في جبال الأنديز في بيرو (خوان كارلوس سيسنيرو/ فرانس برس)
يحمل المزارعون البيروفيون تمثال "العذراء سيّدة السحب" لعلّها ترحمهم بالمطر (خوان كارلوس سيسنيرو/ فرانس برس)

أمّا بالقرب من بحيرة تيتيكاكا، وهي أعلى بحر داخلي صالح للملاحة في العالم مع ارتفاع 3812 متراً، فتوجّه سكان قرية إيتشو إلى "سلطات أعلى" من أجل وضع حدّ للجفاف. وقد جابوا الحقول في موكب، للمرّة الأولى منذ سنوات، حاملين تمثال "العذراء سيّدة السحب" التي تحظى بتكريم كبير بين المسيحيين الكاثوليك في البيرو والإكوادور، وصاروا يتضرّعون لها لعلّ المطر يهطل.

دانيال ككاما، وهو شخصية بارزة مجتمعياً في إيتشو، كان بين المشاركين في الموكب الذين راحوا يسألون السيّد المسيح: "دع الأمطار تهطل. لا تعاقبنا". وقال ككاما: "لقد زرعنا محاصيلنا بالطريقة المعتادة، لكنّ البطاطس لا تنبت بسبب الحرّ الشديد"، مشدّداً على أنّ هذا "أمر مقلق".

(فرانس برس)