كشف مسؤول في هيئة مراقبة الأوبئة والأمراض المعدية بوزارة الصحة الجزائرية، عن تقديرات تخص معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، حيث بلغ عدد الإصابات 1200 خلال العام الماضي.
وقال المختص في الأمراض المعدية والمتنقلة بمستشفى تمنراست جنوبي الجزائر، لياس أخاموك، في برنامج بثته إذاعة محلية رسمية، الجمعة، إن "هناك انخفاضا في الحالات المسجلة لمرض نقص المناعة المكتسبة في الجزائر"، مشيراً إلى أن "هناك تباينا نوعا ما في أرقام الإصابات، العام الفائت سجلنا 1200 حالة".
وقدر تقرير نشره برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز بالجزائر مجموع المصابين بداء نقص المناعة المكتسبة، بنحو 22 ألف شخص، بينما انتقلت معدلات الإصابات الجديدة بالفيروس في الجزائر، من 500 حالة سنويا في عام 2003 إلى ما يقرب الألف حالة في عام 2010.
وفي تقديرات تخص ولاية تمنراست، باعتبارها تعد من بين أكثر الولايات الأعلى في عدد الإصابات بـ"الإيدز"، أوضح أخاموخ "بعدما سجلنا 80 حالة في سنوات سابقة بولاية تمنراست جنوبي الجزائر، انخفض إلى أقل من 50 حالة سنويا بين الرجال والنساء والأطفال".
وتابع قائلا "خلال العشر سنوات الماضية بتمنراست لدينا 60 ولادة لنساء حاملات للفيروس، كلهن أنجبن أطفالا أصحاء، بحكم الرعاية المبكرة".
وحذر أخاموخ من تبعات عدم التصريح بالمرض بسبب القيود الاجتماعية، مشيرا إلى أن وباء كورونا أنسانا قليلا الحديث عن داء الإيدز المنتشر عبر مختلف ولايات الوطن.
وأضاف قائلا "هناك حالات غير مصرح بها من طرف أصحابها، وعمليات الكشف تبقى قليلة نسبيا، وللأسف الإيدز ما زال يشكل طابو في بلادنا؛ وهذا خطأ علينا تغيير الذهنيات وطريقة التعامل مع المصابين على أنهم أصحاب سلوك سيئ ومشين، هناك حالات كثيرة أصحابها مصابون بالإيدز وهم لا يعلمون، وهنا تكمن خطورة هذا المرض لذلك الوقاية مهمة".
وتعد الجزائر بحسب أخاموخ، من البلدان الأولى أفريقيا التي شهدت الإصابة بالداء في الثمانينيات، فيما انطلاق العلاج كان عام 1997.
وتعتبر السلطات الجزائرية أنها تمكنت من إحراز تقدّم كبیر في مكافحة داء نقص المناعة المكتسبة، وقال وزير الصحة الجزائري، عبد القادر سايحي، في لقاء نظم الخميس، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرض إن تنفيذا نوعيا لبرنامج الوقاية من الداء بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة هو ما مكن من إحراز تقدّم كبیر في ھذا المجال.
وكشف عن تسریع في برنامج الاستجابة للقضاء على الإيدز بحلول عام 2030، مع التركیز على الحصول على "العلاج العادل".
وشدد الوزير الجزائري على "أھمیة ولوج الجمیع إلى خدمات العلاج والوقایة من ھذا الداء دون تمییز مع تحسین نوعیة حیاة الأشخاص المصابین بفیروس نقص المناعة المكتسبة والسير في اتجاه القضاء علیه باعتباره مشكلا للصحة العمومیة".
وحذر من نقاط الضعف التي تسمح بتواصل هذا المرض والمتمثلة في "السلوكیات المعرضة لخطر التعرض لفیروس نقص المناعة المكتسبة، ومستوى استخدام وسائل الحمایة وتعاطي المخدرات بالحقن وظواھر الھجرة"، مشدداً على أنها "كلھا عوامل ضعف یجب أخذھا بعین الاعتبار والتي تتطلّب یقظة أكثر".