الجزائر: لا طوارئ صحية في الجنوب والوضع تحت السيطرة

30 سبتمبر 2024
مبنى وزارة الصحة في الجزائر/30 سبتمبر 2024(العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نفت السلطات الجزائرية الشائعات حول وضع ولايات الجنوب في حالة طوارئ صحية بسبب تفشي الملاريا والدفتيريا، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة بفضل فرق علاجية وشحنات كافية من اللقاحات والأدوية.
- شهدت ولايات الجنوب انتشاراً لوباءي الدفتيريا والملاريا منذ 23 سبتمبر، مما أدى إلى إرسال طائرة عسكرية محملة بالأدوية ولجنة طبية لمتابعة الوضع الصحي.
- يعاني القطاع الصحي في المناطق الجنوبية من تحديات كبيرة، ووجهت منظمات المجتمع المدني نداءً عاجلاً للإسراع في إيصال اللقاحات والأدوية إلى مواقع تمركز البدو الرحّل.

نفت السلطات الجزائرية، اليوم الاثنين، ما تردد حول وضع ولايات الجنوب في حالة طوارئ صحية أو إغلاقها بسبب تفشي وباءي الملاريا (حمى المستنقعات) والدفتيريا، وذلك بعد تسجيل عشرات الحالات في ولايات عين صالح وبرج باجي مختار وتمنراست. وأكدت وزارة الصحة أن الوضع تحت السيطرة بفضل إرسال فرق علاجية وشحنات كافية من اللقاحات والأدوية.

وأوضحت وزارة الصحة الجزائرية، اليوم الاثنين، أن بياناً مزوراً تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يُفيد بعزل وإغلاق ولايات في الجنوب ومنع الدخول والخروج منها، هو "بيان مفبرك ومنسوب" ويتضمن "افتراءات لا أساس لها" تتعلق ببعض الولايات الجنوبية التي شهدت ظهور حالات من الدفتيريا والملاريا.

كما فندت وزارة الصحة "تفنيداً قاطعاً" لمحتوى هذا البيان، مشددة على أن المعلومات المتداولة لا أساس لها من الصحة. وذكرت الوزارة أن "الوضعية الوبائية تسير وفق البروتوكولات العلمية المعروفة"، وأكدت استمرار الجهود للقضاء على هذه الحالة الوبائية من جذورها.

كما وصلت إلى ولاية برج باجي مختار، الأكثر تضرراً، طائرة عسكرية محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب لجنة طبية مؤهلة ستقوم بزيارة بلدية تيمياوين الحدودية لمتابعة الوضع الصحي للمرضى وللإشراف على حملة تلقيح تنظمها الفرق الطبية المتنقلة في الأحياء الشعبية.

وشهدت بلدات في الولايات الجنوبية، مثل برج باجي مختار وعين صالح وتين زواتين، منذ 23 سبتمبر/أيلول الحالي، انتشاراً مقلقاً لوباءي الدفتيريا وحمى المستنقعات (الملاريا)، مما أدى إلى تسجيل عشرات الضحايا. وأظهرت صور وفيديوهات بثها ناشطون من هذه المناطق الحدودية وجود ضحايا في المستشفيات ووفيات بسبب الوباء. دفع هذا الوضع نوابًا في البرلمان الجزائري إلى إطلاق تحذيرات للسلطات بشأن خطورة الوضع الصحي في هذه المناطق الحدودية.

تأتي هذه الأزمة الصحية بعد أمطار موسمية غزيرة شهدتها المناطق، مما أدى إلى تكوين مستنقعات مائية ساهمت في انتشار أمراض مثل التيفوئيد والملاريا والحمى القلاعية، خصوصًا بين سكان البدو الرحّل الذين يعيشون في هذه المناطق النائية.

وفي الشأن ذاته، أكد النائب في البرلمان عن ولاية برج باجي مختار، غالي لنصاري، لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات تسارع الزمن للسيطرة على الأوضاع الصحية، وقد تمكنت من تحقيق بعض التقدم رغم أن الوضع لا يزال مقلقاً".. وأوضح أن "شحنات اللقاحات والإمدادات الصحية الضرورية بدأت تصل إلى المنطقة، حيث وصلت طائرة عسكرية محملة بكميات كبيرة من الأدوية واللقاحات، بالإضافة إلى شحنات أخرى عبر طائرات مدنية، مما ساهم في تحسين الوضع الصحي نسبياً".

وبيّن النائب لنصاري أن "القطاع الصحي في المناطق الجنوبية يعاني بشكل خاص، وفي ظل هذه الظروف تتزايد التحديات والاحتياجات للمستشفيات والمراكز الصحية، بما في ذلك الأسرة وأجهزة الكشف السريع". وأشار إلى أن "هناك حالات ملاريا قادمة من دول الجوار، وأن عدداً كبيراً من الإصابات يتركز بين البدو الرحّل"، مشيراً إلى أن "انتشار حمى الملاريا تفاقم بسبب البرك المائية التي خلفتها الأمطار الغزيرة، أخيراً".

في سياق متصل، وجهت منظمات المجتمع المدني والأعيان في بلدة تيمياوين الحدودية مع شمال مالي، اليوم الاثنين، نداءً عاجلاً إلى السلطات الجزائرية تطالب فيه بالإسراع في إيصال اللقاحات والأدوية إلى مواقع تمركز البدو الرحّل في تجمعات شبه مستقرة، لمنع تفشي وباء الملاريا (حمى المستنقعات). وأكدت الجمعيات الأهلية المحلية أن الأمطار الموسمية الغزيرة خلّفت مستنقعات راكدة في الأودية، مما أدى إلى تكاثر الحشرات والبعوض بشكل كبير.

وأضاف النداء أن الوضع في تيمياوين وضواحيها "كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، حيث تغص العيادات بالمرضى، ووصلت أعداد الوفيات بين الكبار والصغار إلى حد خطير. كما لوحظت حالات جديدة من مرض الدفتيريا بين الأطفال، مما يتطلب إرسال فرق طبية مختصة لمكافحة وباءي الملاريا والدفتيريا. وطالبت الرسالة أيضًا بتوفير دعم من المواد الغذائية الأساسية، إذ إن سوء التغذية بين الأسر المعوزة من البدو يساهم في ضعف المناعة ويزيد من تفاقم الأزمة الصحية.

المساهمون