الجزائر: جلود أضاحي العيد إلى الدباغات لحماية البيئة

11 يوليو 2022
قبيل العيد أُطلقت حملة وطنية لجمع جلود الأضاحي ووضعها في تصرّف الدباغات (Getty)
+ الخط -

تنشط في الجزائر خلال عيد الأضحى حملات لجمع جلود الأضاحي، ينظّمها شباب أو شركات تعمل في مجال الدباغة وصناعة الجلود أو جمعيات محلية تنشط في مجال البيئة أو البلديات التي تجنّد عمّال النظافة في هذا الإطار.

ومنذ اليوم الأوّل لعيد الأضحى، يجمع الشاب نجيم، من منطقة عين الدفلى، غربي الجزائر، جلود الأضاحي حتى يبيعها لشركات الدباغة الحكومية.

ويقول نجيم لـ"العربي الجديد": "قبل العيد، أطلب من سكان الأحياء الشعبية وضع الجلود في مكان محدّد، على أن أرفعها في اليوم نفسه"، مؤكداً "وجوب عدم التأخّر عن ذلك حتى لا تتعفّن الجلود ولا تسبّب نقطة بيئية سوداء في الحيّ"، ويضيف أنّه "بعد جمعها، أنقلها إلى مقرّ شركة الجلود التي تتسلم هذه البقايا وتحوّلها لاستخدامها في صناعات مختلفة".

وفي منطقة غرداية، جنوبي الجزائر، يأخذ الأمر بعداً بيئياً ومدنياً. فقد بادرت جمعيات مدنية من قبيل جمعية "تيفاوت" في ولاية غرداية إلى التنسيق مع السلطات المحلية لتوزيع شاحنات عدّة في مختلف الأحياء بهدف جمع جلود الأضاحي.

وقد جاب متطوّعون أحياء الولاية لجمع تلك الجلود وشحنها نحو المدابغ.

وتهدف هذه الحملة إلى المحافظة على الجلود التي تُجمَع في هذه الفترة، من خلال وضع الملح عليها وحفظها في أماكن تكون التهوية فيها مناسبة قبل شحنها نحو المدابغ التي تعالجها، قبل أن تُستخدَم في الصناعات الجلدية وأنشطة الحرف التقليدية.

وقبيل عيد الأضحى، أطلقت وزارة الصناعة الجزائرية حملة وطنية لجمع جلود أضاحي العيد ووضعها في تصرّف الدباغات للاستفادة منها في الاستخدام المحلي أو في التصدير.

قضايا وناس
التحديثات الحية

تجدر الإشارة إلى أنّه بالتنسيق مع الفاعلين الاقتصاديين وقطاعات وزارية أخرى، فضلاً عن الهيئات المعنية والجمعيات المهنية والمجتمع المدني في مختلف ولايات البلاد، تمكّنت الوكالة الوطنية للنفايات في عيد العام الماضي من استرجاع 21.32 في المائة من جلود الأضاحي والاستفادة منها. وقد سُجّل على مستوى 20 ولاية و724 عائلة جزائرية وضع 78.68 في المائة من الجلود في أكياس ورميها في حاويات النفايات.

لكنّ ثمّة عائلات جزائرية في مناطق عدّة ما زالت تحافظ على جلود أضحية العيد، بعد معالجتها في مراحل عدّة، لتستخدمها كأدوات لتبريد المياه أو مخض الحليب أو تخزين السمن والدقيق. كذلك تلجأ عائلات تعيش في البادية كما في الحواضر إلى تحويل الجلود إلى فرش يُطلَق عليها اسم "الهيدورة".

وفي ما يخصّ تبريد المياه، تُستخدَم جلود الأضحية كثيراً في صناعة "القربة"، علماً أنّه من المفضّل أن تكون جلود ماعز الذي لم يَعُد يُضحّى به في الوقت الحالي. وهذا الجلد يُعالج بطرق خاصة ليتحوّل إلى وسيلة لتبريد المياه، تُستخدَم كثيراً في أيّام الحرّ في فصل الصيف.

المساهمون