أعلنت الحكومة الجزائرية، الخميس، عزمها على تصنيع طائرات مسيّرة من دون طيار مُخصّصة لإطفاء الحرائق، فيما أعلنت عن صفقة لاقتناء طائرات مكافحة الحرائق بعد الانتقادات الشعبية والسياسية التي وُجّهت لها، في أعقاب تأخر التدخّل الجوي لمكافحة الحرائق التي اندلعت بشهر أغسطس/ آب الماضي.
وقال وزير الداخلية الجزائري، كمال بلجود، خلال جلسة استجواب في البرلمان، إنّ الجزائر تعتزم تصنيع أول طائرة مسيرة من دون طيار "درون" موجهة لعمليات مكافحة حرائق الغابات، يُرجّح أن يتم تصنيعها في معامل المؤسسة العسكرية، والتي سبق لها تصنيع طائرات مماثلة موجهة للاستخدام الأمني والعسكري.
وأكد الوزير بلجود أنه تمّ الشروع في تنظيم صفقات اقتناء طائرات إطفاء برمائية بتوجيهات من الرئيس عبد المجيد تبون، لضمان التدخل السريع في حال نشوب أيّ حرائق، خاصة بعد التأخر الكبير الذي سُجّل في استجلاب طائرات إطفاء خلال موجة الحرائق المهولة التي شهدتها الجزائر الصيف الماضي، لاسيما في منطقة القبائل الجبلية التي عجزت مركبات الإطفاء عن الوصول لمناطق فيها.
وخلفت تلك الحرائق غير المسبوقة وفاة أكثر من 160 شخصاً، وإتلاف عشرت المنازل في القرى الجبلية، وكذا آلاف الهكتارات من الغابات والمزارع والحقول، وقضت على المئات من المواشي والحيوانات، وأقرت الحكومة تعويضات لصالح السكان والمزارعين.
وجدّد الوزير الجزائري اتهامات السلطات لجهات إجرامية بالوقوف وراء موجة الحرائق الأخيرة، وقال إنّ "الحرائق التي شهدتها الجزائر قبل أشهر ليست بريئة، وتأتي في إطار مخطط إجرامي تقف وراءه أياد إجرامية في الداخل والخارج"، ودافع في السياق عن الجهود الحكومية لمجابهة سلسلة الحرائق المندلعة، ضمنها تعبئة وتجنيد 15 ألف عون حماية مدنية، 650 شاحنة إطفاء، وست طائرات مستأجرة من الاتحاد الأوروبي.