أطلقت السلطات الجزائرية تجربة أولى من نوعها لوضع أحياء الطلاب، التي تقع في المدن الساحلية، لاستغلالها في فترة العطلة الصيفية كإقامة سياحية بمقابل بسيط لصالح العائلات محدودة الدخل والشباب، على أن يجري تقييم التجربة لاحقاً، قبل اتخاذ قرار لتعميمها في العام المقبل.
وتقرر وضع الإقامة الجامعية زموري بولاية بومرداس، قرب العاصمة الجزائرية، تحت تصرف "الديوان الوطني للسياحة وسياحة وأسفار الجزائر"، كتجربة أولى نموذجية تهدف إلى الترويج للسياحة الداخلية وتسويقها، وتمكين فئة الشباب والعائلات الجزائرية من الولايات الداخلية من الاصطياف في المدن الساحلية بأسعار مدروسة.
وحدد سعر الليلة الواحدة في غرف أحياء الطلاب بـ1700 دينار، ما يعادل أقل من 10 يورو، فيما تم تحديد سعر قضاء أسبوع كامل في الإقامة الجامعية بـ12 ألف دينار، ما يعادل 60 يورو، تشمل وجبة إفطار وعشاء.
ووُضعت للغرض منصة رقمية تتيح الحجز. ودخلت الفكرة حيز التنفيذ، بعدما تم التوقيع، الأربعاء الماضي، على اتفاقية تعاون بين وزارة السياحة ووزارة التعليم العالي، بهدف استغلال الإقامات الجامعية خلال موسم الاصطياف.
وبحسب وزير السياحة ياسين بن حمادي، سيتم تسخير العنصر البشري الخاص بالأمن والنظافة والصيانة وخدمة الإطعام من أجل إنجاح التجربة الأولى على أن تعمم هذه التجربة بعد تقييمها لتشمل إقامات جامعية تقع على الشريط الساحلي، حيث سيتم توفير وجبات إفطار وعشاء للمقيمين في أحياء الطلاب، منعاً من الطهي داخل الغرف لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن.
وفكرة استغلال الإقامات الجامعية كإقامات صيفية، أطلقها منذ عام 2017، الباحث في السياسات الاقتصادية عبد المجيد سجال، والذي اعتبر أنّها ستساعد الكثير من عائلات الجزائر على السياحة، خاصة تلك التي لا تملك الإمكانية المادية للإقامة في الفنادق والمنتجعات كالطبقة الغنية.
وقال سجال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحي الجامعي في بومرداس، سيكون مجرد تجربة أولى، لدينا تجربة مهمة قبل ذلك في وهران (غربي الجزائر)، والتي تم فيها تحويل إقامة جامعية إلى قرية أولمبية استقبلت الرياضيين في ألعاب المتوسط الأخيرة، واستقبلت رياضيين على أعلى مستوى، وهذا يعطينا فكرة على أنّ هذه التجربة ممكنة".
وأوضح أنه "من جانب ثانٍ فإنّ استغلال الإقامات الجامعية كإقامات صيفية، يمكن أن يدر مداخيل ذاتية على هذه الإقامات توظف في تحسين الخدمات للطلبة وتغطية المتطلبات"، مشيراً إلى أنّ "العملية تحتاج إلى توفير حد مقبول من الخدمات على مستوى الطعام والنظافة والأمن، ويمكن استغلال النادي الموجود في كل إقامة لتقديم الوجبات السريعة، مع الحرص على سلامة الغرف من خلال إلزام المقيمين بالحفاظ عليها تحت طائلة تعويض أي خسائر يتسببون فيها".