خسرت الجزائر خلال الأسبوع الماضي، ما يقارب تسعة آلاف هكتار من الغابات والأشجار والغطاء النباتي، في أكبر كارثة بيئية تشهدها منذ عقود، بسبب موجة الحرائق التي شهدتها عدة مناطق، خاصة في شرق البلاد.
وكشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد الحميد حمداني، الخميس، في مؤتمر صحافي، أن الحرائق الأخيرة أتت على 8900 هكتار من الغابات، وهي أربعة أضعاف ما فقدته خلال العام الماضي نتيجة الحرائق، خاصة في منطقة خنشلة، ولفت إلى أن "الحرائق هذه المرة امتدت من المساحات والأشجار الغابية إلى إتلاف المحاصيل الزراعية، وأتت على عدد من المزارع والبساتين المثمرة، كما دمرت معدات الري".
وأكد الوزير الجزائري أن "التحريات أفضت إلى أن معظم الحرائق كانت بفعل فاعل، وأعلنت السلطات في وقت سابق، توقيف أشخاص يعتقد أنهم متورطون في إشعالها، ما يستدعي وضع خطط ناجعة لحماية الثروة الغابية، والتفادي الاستباقي للحرائق، وتقليص مخلفاتها، ومضاعفة جهود الوقاية، وتجنيد مجموعات مراقبة دائمة، وإشراك الصيادين والسكان، ومنظمات المجتمع المدني للمساعدة في تأمين الغابات".
وقدم حمداني تعهدات حكومية بالتكفل بالخسائر التي تكبدها المزارعون، إذ سيتم تعويض المتضررين بمساعدات عينية لتمكينهم من العودة سريعا لمزاولة أنشطتهم، وإعادة النشاط الزراعي والبيئي إلى المناطق المتضررة في أقرب وقت، مشيرا إلى أن السلطات بدأت إحصاء خسائر المزارعين المتضررين في كل الولايات، لتقديرها، وجدولة تعويضهم.
وشهدت منطقة خنشلة، الأسبوع الماضي، موجة حرائق في عدة غابات، وأتت الحرائق على مساحات واسعة من حقول التفاح في المنطقة، والتي تزود السوق المحلية بالكميات الأكبر، واستدعت هذه الحرائق الاستنجاد بفرق من الإطفاء والدفاع المدني من الولايات الأخرى، وتدخل وحدات من الجيش، وشارك السكان المحليون بشكل كبير في إطفاء الحرائق التي شغلت الرأي العام.