حدّدت وزارة التعليم العالي في الجزائر يوم 23 سبتمبر/أيلول 2023 موعداً لعودة الطلاب إلى جامعاتهم، بعد الانتهاء من عملية التسجيل التي بدأت يوم الأحد الماضي في الثالث من سبتمبر الجاري، أي بعد يوم واحد من التحاق أساتذة الجامعات بمراكز عملهم.
ويأتي إعلان انطلاق العام الجامعي الجديد 2023-2024، وسط إجراءات جديدة ترتبط بفتح الجامعات للدراسة ليلاً، وتوظيف حاملي الشهادات العاطلين من العمل، والتشديد على تعليم اللغة الإنكليزية.
وبالفعل، تسلّم آلاف من حاملي شهادات الماجستير والدكتوراه العاطلين من العمل، وعددهم يقارب الثمانية آلاف، مناصبهم، كأساتذة تعليم عالٍ وباحثين في مراكز ومخابر البحوث الجامعية، وذلك بعد قرار أصدره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يقضي بتوظيفهم وإنهاء معاناتهم التي دامت سنوات. يُذكر أنّ ثمّة عدداً محدوداً من هؤلاء بقي من دون توظيف في الجامعات. فقد سبق أن حصل هؤلاء على وظائف في إدارات أو مؤسسات أخرى، في حين أنّهم ما زالوا حتى الآن يطالبون بحقّ مماثل في التوظيف في المؤسسات الجامعية، من خلال احتجاجات.
في سياق متصل، قرّرت وزارة التعليم العالي للمرّة الأولى إبقاء أبواب الجامعات مفتوحة للتدريس حتى الساعة العاشرة ليلاً، وقد وُجّهت تعليمات إلى مديري الجامعات لمراعاة التمديد الزمني المقرّر، من خلال ضبط برامج الدروس والأنشطة البيداغوجية (التربوية) والعلمية، بما في ذلك إعداد جداول التوقيت الخاصة بالتدريس وتنظيم الأحداث العلمية.
وشدّدت الوزارة، في قرارها، على ضرورة "إبقاء المرافق التي يرتادها الطلاب والأساتذة تحت تصرّفهم حتى التوقيت المحدّد (العاشرة ليلاً)، على غرار المخابر والمكتبات"، مع ضمان ووضع مخطط النقل الجامعي وفقاً لمواقيت التدريس المعتمدة على مستوى كلّ جامعة على حدة.
ويستفيد الطلاب في العاصمة الجزائرية وفي سبع ولايات أخرى، من بطاقات ركوب مجاني في قطارات الترامواي والميترو، بعد توقيع اتفاقية خدمة بين ديوان الخدمات الجامعية، وشركة سيترام التي تدير الميترو والترامواي في العاصمة الجزائرية وعدة ولايات أخرى كوهران وقسنطينة وورقلة وباتنة وسيدي بلعباس.
وشدّدت الحكومة هذا العام على ضرورة تعلّم الأساتذة اللغة الإنكليزية، والسعي لرفع مستواهم فيها، خصوصاً أنّها صارت اللغة الأساسية للبحث العلمي في العالم. ولفتت إلى ضرورة مسايرة نسق البحوث والدراسات العلمية وحركية النشر البحثي والعلمي في الجزائر.
يُذكر أنّ الحكومة تسعى للبدء بتدريس بعض المواد العلمية والاجتماعية باللغة الإنكليزية مع بداية العام الجديد، وهو قرار ما زال يثير جدالاً كبيراً على الساحة الجامعية، خصوصاً أنّ مستوى الطلاب في اللغة الإنكليزية لا يسمح بذلك.
وفي إطار التعليق على القرار الوزاري، قالت الأستاذة فاطمة الزهراء عقيلي في جامعة العفرون، في البليدة القريبة من العاصمة الجزائرية: "نحن لسنا ضدّ التدريس باللغة الإنكليزية في الجامعات، لكنّنا ضدّ التطبيق الفوري لهذا القرار غير القائم على أسس وخطوات ومنهجية دقيقة".
واقترحت عقيلي أن "يُصار إلى التحضير للتدريس باللغة الإنكليزية في الجامعات، وفقاً لاستراتيجية ممنهجة، على الأقلّ لمدّة خمسة أعوام، تسمح بتكوين جيّد للأساتذة وللطلاب" على حدّ سواء.