الجزائر تتكفل بطلاب فلسطينيين بعد انقطاعهم عن عائلاتهم بسبب الحرب على غزة

08 يناير 2024
الحرب على غزة عزلت الفلسطينيين في القطاع المحاصر عمّن هم في خارجه (علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -

بعد انقطاع التواصل بين طلاب فلسطينيين في الجزائر وبين عائلاتهم في قطاع غزة الذي يتعرّض إلى حرب بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أتى قرار أخير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يقضي بوضع خطة للتكفّل بهؤلاء الطلبة.

وأعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر كمال بداري، مساء اليوم الاثنين، أنّه تقرّر وفقاً لتعليمات الرئيس تخصيص منحة مالية لنحو ألف طالب فلسطيني من قطاع غزة. وأوضح بيداري في تصريح صحافي أنّ الوزارة باشرت فوراً إجراءات التكفل بالطلاب الفلسطينيين الذين يتعذّر عليهم التواصل مع عائلاتهم في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي عليه.

وكان الرئيس الجزائري قد وجّه تعليمات إلى بداري، أمس الأحد، لدراسة أوضاع الطلاب الفلسطينيين الذين يتابعون دراستهم في الجامعات الجزائرية للتكفّل بهم.

وتعليقاً على ذلك، أشادت سفارة دولة فلسطين لدى الجزائر بتوجيهات تبون للحكومة بشأن دراسة أوضاع الطلاب الفلسطينيين في الجزائر والتكفّل بهم. وأكّد السفير فايز أبو عيطة، اليوم الاثنين قبل الإعلان عن المنحة، أنّه يثمّن توجيهات الرئاسة الجزائرية، مشيراً إلى أنّ قرار التكفّل بالطلاب الفلسطينيين يأتي من ضمن "مواقف الجزائر الثابتة ودعمها اللامتناهي للشعب الفلسطيني في كلّ المجالات".

يُذكر أنّ الحكومة الجزائرية كانت قد وفّرت عدداً من المنح الجامعية لطلاب فلسطينيين من أجل استكمال دراستهم في الجامعات والمعاهد العليا الجزائرية، فيتمكّنون من توفير معيشتهم فيما توفَّر لهم إقامة مجانية في المساكن الجامعية ويُعفون من رسوم التسجيل وغيرها.

ويُقّدَر عدد الطلاب الفلسطينيين من قطاع غزة بنحو 950 طالباً معنيين بقرار التكفّل، وذلك من بين ألفَي طالب يتابعون دراستهم في كلّ التخصصات العلمية والأدبية، علماً أنّ من بينهم 422 طالباً فلسطينياً قُبلوا لمتابعة تعليمهم الجامعي في الجزائر في العام الأوّل من تخصصات مختلفة في الموسم الجامعي الجاري.

في سياق متصل، قال الرئيس السابق لـ"الاتحاد العام لطلبة فلسطين - فرع الجزائر" والمسؤول المتابع لملف الطلاب الفلسطينيين في الجزائر يامن قديح لـ"العربي الجديد" إنّ الحكومة الجزائرية تظهر تعاوناً كبيراً في ما يتعلق بأوضاع الطلاب الفلسطينيين، خصوصاً طلاب قطاع غزة الذين يجدون صعوبات كبيرة في الاتصال بأهاليهم منذ ثلاثة أشهر".

وأضاف قديح أنّ "ثمّة عملية إحصاء تقوم حالياً للطلاب المعنيين بالمساعدات والتكفّل" بحسب توجيهات الرئيس الجزائري، مشيراً إلى أنّ الأمر قد يؤدّي إلى "زيادة استثنائية في قيمة المنح والمساعدات المالية، إذ إنّ الظروف القائمة بسبب العدوان الصهيوني لا تسمح للطلاب بالحصول على دعم مالي من عائلاتهم". وتابع أنّ "ثمّة مقترحاً قُدّم لتمكين الطلاب الذين أنهوا دراسة الماجستير، وتعذّر عليهم السفر إلى غزة بسبب الظروف القائمة، من تسجيل أنفسهم لدراسة الدكتوراه".

تجدر الإشارة إلى أنّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو قد زارا في وقت سابق الطلاب والطالبات الفلسطينيين في المساكن الجامعية الجزائرية، وعبّرا لهم عن تضامن الجزائر معهم، والاستعداد لتلبية الاحتياجات اللازمة. كذلك تعمد منظمات طلابية عدّة إلى الإحاطة بالطلاب الفلسطينيين ورعايتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً.

المساهمون