كشف تقرير برلماني حديث عن أوضاع سيئة وكارثية في عدد من مستشفيات الجزائر، إلى جانب فوضى في مصالح الطوارئ الطبية، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرارات إقالة في حقّ مسؤولين، فيما هدّد وزير الصحة الجزائري، عبد الرحمن بن بوزيد، مسؤولي المستشفيات والمراكز الصحية بالملاحقة التأديبية في حال أي إخلال بسير المصالح الخاصة بالطوارئ والاستعجالات الطبية.
التقرير الذي نُشر الأحد، أعدّه نواب في البرلمان والمجلس الولائي، بعد قيامهم بزيارة مفاجئة نهاية الأسبوع الماضي لمستشفيات في ولاية عنابة شرقيّ الجزائر، وتحدث عن "وضع صادم، ومشاهد لاهتراء البنية التحتية لأقسام في المستشفى، كذلك لوحظ تكدّس لستة مرضى داخل سيارة إسعاف واحدة بانتظار نقلهم إلى مستشفى آخر، ومعدّات طبية في غياب الصيانة".
منظومة صحية مهترئة
وأظهرت صور وفيديوهات نشرها النواب، وجود اكتظاظ لأقسام الاستعجالات بالمرضى والحوامل على الأرض ونقص حادّ للأطر الطبية، وكذا حالة من الإهمال والتسيّب، نتج منها تعطل للأجهزة الطبية والرمي العشوائي للنفايات والمستلزمات الجراحية، وغياب شروط الوقاية الصحية ونظافة المصلحة.
وقال النائب في البرلمان عن ولاية عنابة، سكلولي وليد، لـ "العربي الجديد": "سجّلنا بكل أسف خلال زيارة مستشفى ابن رشد انطلاقاً من قسم الأمراض السرطانية ثم بقية الأقسام، بما فيها الاستعجالات، وضعاً مزرياً بولاية عنابة، والعجز عموماً واضح مع توافر إرادة قوية لدى الطاقم الطبي لتقديم الأفضل".
وأضاف: "سنرافع جميعاً لإزالة كل العراقيل، سواء كانت إدارية أو هيكلية أو لوجستيكية لتقديم خدمة صحية تليق بكرامة المواطن، وإن كنا نعتقد أن الحل الجذري هو التخلص من هذه المنظومة الصحية المهترئة".
إقالة مسؤولين
وينطبق هذا الوضع على عدد من المستشفيات الأخرى، إذ دفع هذا التقرير السلطات إلى إقالة عاجلة لمدير مستشفى عنابة، وعدد من المسؤولين، وعقد وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، أمس الاثنين، اجتماعاً طارئا لمديري الصحة وكبرى المستشفيات، وشدد على ضرورة تطبيق التعليمات كاملة "وإلا ستتخذ إجراءات رادعة في حق كل مسؤول متقاعس، في تحسين الخدمات الصحية في المستشفيات وتهيئة الأقسام المخصصة للاستعجالات الطبية الجراحية".
وقال الوزير: "يتعين على كل مسؤول العمل على الإسراع في عملية تجهيز المنشآت الصحية المنجزة والمهيأة بشكل كامل، قصد تسلّمها ووضعها حيّز الخدمة في وقتها المحدد خدمة للمريض"، ووصف بعض الأوضاع في بعض المستشفيات بأنها "سوء التسيير والتنصل من المسؤولية وكذا الإهمال، وسوء المعاملة للمرضى".
وهذه هي المرة الثانية التي يهدّد فيها وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، مديري الصحة والمستشفيات التي لا تقوم بما يلزم لتحسين الخدمات الصحية واستقبال المواطنين، أو رفض استقبال المرضى بحجة عدم وجود أسرة كافية.
وفي الرابع من مارس/آذار الماضي، كان وزير الصحة قد هدّد مديري مستشفيات بالملاحقة الإدارية في حال رفضها دخول أي مريض، وحمّلها مسؤولية نقل المرضى في حال عدم توافر أسرّة إلى مستشفيات أخرى بسيارات الإسعاف.
وتعاني الجزائر من ضعف في الخدمات الصحية ونقص في الأطباء والتجهيزات، إذ يجد المواطنون صعوبات في الحصول على سرير داخل بعض المستشفيات أو الاستفادة من خدمات صحية، على الرغم من حجم الإنفاق المالي للدولة والموازنات المخصصة لقطاع الصحة، بسبب إخفاق في إصلاح النظام الصحي.