- الشرطة الفلسطينية اعتقلت رجلًا يبلغ من العمر 38 عامًا بشبهة الضلوع في الجريمة، في ظل تزايد العنف والقتل في الداخل الفلسطيني، خصوصًا ضد النساء.
- جمعية "نساء ضد العنف" تشدد على أن جرائم القتل ضد النساء تعكس واقعًا أشد قسوة وتدعو لتحرك عاجل لوقف العنف، محملةً الاحتلال جزءًا من المسؤولية.
اهتزت منطقة الجليل في الداخل الفلسطيني اليوم الثلاثاء، على وقع جريمة قتل ضحيتها امرأة ثلاثينية من قرية أبو سنان، فارقت الحياة نتيجة تعرّضها للضرب المبرّح بأدوات حادة، وفقاً لما أفاد مدير مركز ريان الطبي، علي ريان لـ"العربي الجديد".
والضحية هي فاطمة طربيه ديراوي (32 عاماً) من قرية أبو سنان بالجليل، متزوجة وأمّ لطفلة، ولم تكن معروفة بكونها امرأة معنّفة لدى مكتب الشؤون الاجتماعية. وقال مدير مركز ريان الطبي في الجليل، الدكتور علي ريان لـ"العربي الجديد": "تلقينا صباح اليوم بلاغاً يفيد بوجود امرأة فاقدة للوعي، وسرعان ما توجهنا إلى منزلها في قرية أبو سنان قرابة الساعة السابعة والنصف صباحاً، وبالفعل لدى وصولنا وجدنا الضحية في الثلاثينيات من عمرها، وتظهر عليها علامات الضرب المبرّح بأدوات حادة وكدمات في مختلف أنحاء جسدها"، متابعاً: "كانت قد توفيت قبل حوالى 5 ساعات من موعد وصولنا".
بدورها أفادت الشرطة في بيان لها، أنها تلقت بلاغاً عن جريمة قتل في الداخل الفلسطيني من مركز ريان الطبي، ولدى وصول قواتها إلى مكان وقوعها، اعتقلت شخصاً يبلغ من العمر 38 عاماً للاشتباه فيه، دون أن تضيف أي تفاصيل أخرى.
الداخل الفلسطيني ينزف
من جهتها، قالت مديرة جمعية "نساء ضد العنف"، نائلة عواد لـ"العربي الجديد": "تتصاعد جرائم القتل في الداخل الفلسطيني بوتيرة مقلقة، حيث وُثِّق مقتل 3 نساء منذ بداية العام، و70 قتيلاً في المجتمع العربي في المجمل، لنستيقظ اليوم على جريمة قتل فاطمة من قرية أبو سنان، فمتى يتوقف هذا النزف؟". وأضافت عواد: "ما يقع في الداخل الفلسطيني من جرائم قتل، نتاج مجموعة من العوامل، ضحيتها نساء وأطفال وفتيات في القرى والبيوت، وشعب ينزف على الأصعدة والمستويات كافة".
وأوضحت: "للأسف، هناك نساء يتعرضن لكل أشكال العنف في ظل مجتمع ذكوري يضطهدهنّ، وقد ينتهي بهنّ المطاف إلى القتل لمجرد أنهنّ نساء"، مشيرة إلى أن القتل قمة الجريمة، إلى "جانب السلاح المنتشر في المجتمع بسبب سياسات الدولة العنصرية الفاشية".
وفي السياق، قال بيان صادر عن جمعيّة "نساء ضدّ العنف"، اليوم الثلاثاء: إن "جريمة قتل الشابّة فاطمة ديراوي، التي فقدت حياتها في أوج شبابها، ليست مجرّد جريمة فرديّة منعزلة، بل تجسيد للواقع القاسي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في الداخل عموماً والنساء خصوصاً. فالنساء في مجتمعنا يُقتلن ببساطة لأنهنّ نساء، ويتعرّضن لكل أشكال العنف".
وأكدت الجمعية أن "القتل يمثّل ذروة الجريمة، فهو ملخّص الاعتداءات بكل أشكالها ضد النساء قولًا وفعلًا في ظلّ المجتمع الذكوري القمعي والاضطهادي، وتحت سيطرة السلاح المنتشر، الإهمال والتقاعس المستمر والممنهج. نجد أنفسنا اليوم في مأزق كبير بحيث لا نستطيع التنبؤ بما سيأتي، فبعد أن فقدنا فاطمة، يمكن أن نكون نحن التاليات، بجوّ من الفلتان وعدم وجود رادع أو إنفاذ لقوانين الحماية".
وأضافت: "عندما نشير إلى أنّ الاحتلال هو أصل الانتهاكات، فنحن نقصد ذلك بكل تأكيد. الاحتلال ليس همّه حمايتنا، بل على العكس تماماً، إذ يستمر في انتهاك حقوق الفلسطينيين دون مراعاة. تقاعس الشرطة والأجهزة الأمنيّة، وحتى تواطؤها في انتشار آفة العنف والجريمة، يمثلان سبباً ومحفزاً لاستمرار هذه الجرائم، فهذا التقاعس ليس ناتجًا من سهو عابر، بل هو متعمد وممنهج. فاطمة ديراوي فقدت حياتها هذا الصباح. فمن تكون التالية؟".
يشار إلى أن الداخل الفلسطيني يشهد ارتفاعاً في جرائم العنف والقتل، فمنذ بداية العام سجل مقتل 69 شخصاً منهنّ 3 نساء هنّ أسمهان قدورة، سامية أبو غانم، أمل عرابي، وضحية اليوم، فاطمة طربيه ديراوي، هي الرابعة.