الجابر: نهاية الوقود الأحفوري "حتمية" لكن ليس بسرعة

03 ديسمبر 2023
خلال انعقاد "كوب 28" (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، الإماراتي سلطان الجابر، أن التخلي عن الوقود الأحفوري "أمر لا مفر منه"، لكنه بدا وكأنه يقول إنه ليس ضرورياً للحد من ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، وفق فيديو نُشر الأحد.

ونشر موقع صحيفة "ذا غارديان" الفيديو المتعلق بمحادثة جرت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني بين الجابر ورئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون. وتحدّث رئيس شركة النفط الوطنية الإماراتية (أدنوك) عبر الإنترنت، سلطان الجابر، في إطار مبادرة نظمتها منظمة She Changes Climate مع رئيسة مجموعة الحكماء الناشطين من أجل السلام وحقوق الإنسان روبنسون.

ورداً على سؤال حول رفضه الدعوة إلى التخلي عن الوقود الأحفوري، قال الجابر: "لن أؤيد بأي حال من الأحوال إجراء مناقشات تؤجج القلق. لا توجد دراسة علمية ولا سيناريو يقول إن التخلص من الوقود الأحفوري سيسمح لنا بالوصول إلى 1.5 درجة مئوية. 1.5 درجة مئوية هي النجم الذي اهتدي به. وخفض الوقود الأحفوري والتخلي عنه هو في رأيي أمر لا مفر منه. إنه ضروري. ولكن علينا أن نكون جادين وعمليين".

وأضاف الجابر: "أروني خريطة طريق للخروج من الوقود الأحفوري تتوافق مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من دون إعادة العالم إلى عصر الكهوف". وهو بذلك كرّر موقفه الذي عبر عنه منذ يونيو/ حزيران بقوله إن خفض الوقود الأحفوري لا بد منه، ولكن ينبغي أولاً بناء نظام الطاقة للمستقبل، وإن على الدول المتقدمة أن تكون قدوة في ذلك.

حتى إنه تطرق خلال المناقشة إلى "خفض" الوقود الأحفوري و"التخلي" عنه. لكن ما أحدث صدمة لدى بعض الناشطين والخبراء في مجال المناخ هو ما قاله عن العلم، في حين يؤكد سلطان الجابر باستمرار أنه يعتمد على الواقع العلمي والاقتصادي، ويريد إبقاء الزيادة من "1.5 درجة مئوية في متناول اليد". أمر تؤكده الملصقات المنتشرة في جميع أنحاء مؤتمر كوب 28 في دبي.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الصادر في سبتمبر/ أيلول إلى أن إنتاج الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض بنسبة 83 في المائة بين عامي 2022 و2050، وأن ينحصر الإنتاج في 88 إكساجول (EJ)، في مقابل 511 إكساجول في عام 2022 (إكساجول هي وحدة قياس الطاقة). أمر أكدته رئاسة كوب 28 على لسان متحدث باسمها، وقال إن "وكالة الطاقة الدولية وسيناريو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن 1.5 درجة مئوية يقولان بوضوح إن الوقود الأحفوري له دور يلعبه في نظام الطاقة المستقبلي، وإن كان دوراً أصغر".

من جهة أخرى، دعا البابا فرنسيس المشاركين في المؤتمر إلى الانخراط "دون تأخير في عملية تحوّل بيئي ضرورية على مستوى العالم"، مطالباً إياهم بتجاوز "القوميات ونماذج الماضي للوصول إلى رؤية مشتركة". وتابع البابا الذي لا يزال متعباً ولم يطل من نافذة القصر البابوي المطل على ساحة القديس بطرس: "دعونا نخرج من قيود الخصوصيات والقوميات، ونماذج الماضي، ودعونا نتبنى رؤية مشتركة، ونلتزم جميعاً الآن من دون تأخير بعملية تحوّل بيئي ضرورية على مستوى العالم".

وبُثت الكلمة عبر شاشات عملاقة جرى نصبها في الساحة. وكان البابا فرنسيس قد دعا المشاركين، السبت، إلى جعل المؤتمر "نقطة تحوّل"، بهدف التوصل إلى "تسريع حاسم" لعملية التحوّل البيئي، وذلك في خطاب تلاه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي مثّله في دبي.

ومنذ انتخابه عام 2013، جعل البابا الأرجنتيني من الدفاع عن البيئة محوراً أساسياً لحبريته، وهو كرّس لها في عام 2015 رسالته البابوية العامة "كن مُسبّحاً" (Laudato si)، وهي وثيقة تقع في مئتي صفحة عن "البيئة المتكاملة". وكان البابا قد نشر في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول نصاً جديداً دعا فيه القوى الكبرى إلى التخلي عن الوقود الأحفوري. 

(فرانس برس)

المساهمون