التلوث البيئي يُهدّد حياة العراقيين في المحافظات النفطية.. ودعوات لإنشاء مراكز لعلاج السرطان

11 يناير 2023
أهالي البصرة الأكثر تضرراً من الانبعاثات النفطية (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

حذّر مسؤولون عراقيون من خطورة استمرار التأثيرات الصحية للانبعاثات النفطية في المحافظات المنتجة للنفط في البلاد، مؤكدين ضرورة إنشاء مراكز لعلاج السرطان الذي تتزايد أعداد المصابين به.

وكان مسؤولون في وزارة الصحة العراقية قد كشفوا في وقت سابق أن الإصابات الشهرية بالسرطان تتزايد بعموم المحافظات النفطية بالعراق، بسبب الانبعاثات النفطية، مؤكدين أن معدل الإصابات الشهرية في البصرة وحدها بلغ أكثر من 190 إصابة، وزيادة سنوية 10% للإصابات بسرطان الثدي، القولون، القصبات، الغدد اللمفاوية، والمثانة.

وتهمل الحكومة المركزية الشكاوى والمطالبات التي تتلقاها من قبل أهالي البصرة والمحافظات الأخرى ومنها كركوك، بإيجاد حلول ومعالجات لتلك الملوثات البيئية الخطيرة.

واليوم الأربعاء، قال عضو لجنة الصحة في البرلمان السابق، حسن خلاطي، إن "الانبعاثات النفطية والمخلفات الحربية والصناعية ومخلفات الصناعة الهيدروكربونية زادت بشكل واضح نسب الأمراض السرطانية"، مؤكداً في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن "مركز الأمراض السرطانية في البصرة والمحافظات الأخرى يسجل سبعين حالة لكل 100 ألف نسمة".

وشدد على "ضرورة الوقوف إلى جانب محافظة البصرة التي تعاني الأمراض السرطانية بسبب تلك المخلفات والملوثات البيئية والحروب التي طاولتها"، مشيراً إلى أن "البصرة خُصص لها كثير من الموازنات إلا أننا لا نجد لها أثراً في الخدمة الصحية التي تعد متواضعة جداً".

أما النائب عن المحافظة، عبد الأمير المياحي، فقد دعا الحكومة إلى "الالتزام تجاه مواطنيها ممن أصيبوا بهذه الأمراض، وضرورة إنشاء مراكز استكشاف مبكرة للأمراض السرطانية تضم أجهزة حديثة ومتطورة للمعالجة"، مؤكدا في تصريح لصحيفة الصباح اليوم أن "الانبعاثات الغازية التي تسببها الاستخراجات النفطية في البصرة والمحافظات الأخرى المنتجة للنفط تسببت بالضرر على ساكني المحافظات ويتم تسجيل أعدد كبيرة بالأمراض السرطانية، فضلا عن تسجيل الكثير من الوفيات بسبب الأمراض".

وأكد على ضرورة أن "تفرض الحكومة على الشركات المستثمرة بالقطاع النفطي أن تتكلف بإنشاء المراكز العلاجية وأن يكون هناك تعويض للمصابين وللمتوفين"، مطالباً بـ"فتح نافذة للعلاج خارج البلاد".

واحتلّ العراق، خلال السنوات الأربع الماضية، المرتبة الثانية على مستوى العالم بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي، وفقاً لتقارير دولية.

يذكر أنّ عضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء وعالم الأورام، جواد العلكي، كان قد وصف البصرة، في وقت سابق، بأنها "هيروشيما أخرى"، موضحاً أنّ الإصابة بالسرطان أصبحت خطراً يهدد أكثر من 40% من سكّانها.

المساهمون