التدابير الصحية الملزمة لرؤساء الدول أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

18 سبتمبر 2021
مقر الأمم المتحدة في نيويورك (Getty)
+ الخط -

تسبب وباء كوفيد-19 باضطراب في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى قبل افتتاحها رسمياً، الثلاثاء، إذ إن سلطات مدينة نيويورك تطلب إبراز وثيقة تثبت تلقي اللقاح في كافة الأماكن المغلقة.

هل على رؤساء الدول إبراز شهادة تلقيح؟

يُفترض أن يكون الرؤساء الأميركي جو بايدن، والبرازيلي جاير بولسونارو، والتركي رجب طيب أردوغان، والألماني فرانك-فالتر شتاينماير، والفنزويلي نيكولاس مادورو، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وآخرون، حاضرين شخصياً داخل مقرّ الأمم المتحدة الواقع في قلب مانهاتن على ضفة نهر "إيست ريفر".

بعد أيام عدة من انعدام اليقين، كتب رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد، الخميس، رسالة لمندوبي الدول الأعضاء لتوضيح أنه تمّ تمديد النظام الساري منذ ربيع العام 2020، وهو أن عبور البوابات الأمنية مرتبط بتقديم "تصريح شرفي" بأن الشخص لا يحمل الفيروس، من خلال تقديم شهادة تلقيح، أو فحص سلبي، أو الإقرار بعدم ظهور أية عوارض عليه.

حتى لو أن الأمم المتحدة تتمتع بميزة أن مقارها تُعتبر خارجة عن الحدود المحلية، غير أن السلطات الأميركية وشرطة نيويورك يمكن أن تدخل إليها في حال حصول جرم أو مخالفة، بشرط أن تسمح لها إدارة الأمم المتحدة بذلك، وفق المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك.

خارج مقر الأمم المتحدة، في أي مكان مغلق في العاصمة الاقتصادية والثقافية الأميركية، سينبغي على القادة والدبلوماسيين إبراز وثيقة تثبت تلقيهم اللقاح. في المطارات الدولية في نيويورك، لا تفرض الولايات المتحدة تقديم شهادة تلقيح عند وصول الزوار الأجانب، لكن تطلب إبراز فحص نتيجته سالبة للركاب الوافدين من بعض الدول.

ما هو موقف نيويورك من الإجراءات الصحية أثناء انعقاد الجمعية العامة؟

في أغسطس/آب، قررت مدينة نيويورك فرض إبراز وثيقة تثبت تلقي اللقاح (جرعة واحدة أقلّه) على أي شخص يدخل إلى أماكن مغلقة، على شكل شهادة أو رمز الاستجابة السريعة، ومنذ الإثنين 13 سبتمبر/أيلول، بدأ العمل بهذا الإجراء، وبات عدد من المطاعم في مانهاتن مثلاً يطلب إبراز الشهادة من زبائنه.

وفي التاسع من سبتمبر، وجّهت رئاسة البلدية كتاباً لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإبلاغه بأن "جميع الأشخاص" الذين يدخلون إلى مقرّ الأمم المتحدة ينبغي أن يُثبتوا أنهم ملقحون. وأيّدت إدارة مدينة نيويورك فكرة أن قاعات الأمم المتحدة هي "مركز للمؤتمرات"، وتُعتبر مكاناً مغلقاً.

وقالت الولايات المتحدة الدولة المضيفة، إنها تخشى أن تتحوّل الجمعية العامة السادسة والسبعون للأمم المتحدة، مع آلاف المشاركين فيها، إلى "حدث ينشر" فيروس كورونا، بحسب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد.

وكتب رئيس الجمعية العامة، الثلاثاء، للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإبلاغهم أنه "يدعم بحزم" قرار نيويورك.

وأثار ذلك غضب روسيا فوراً، فندّدت في اليوم التالي، في كتاب، بإجراء "تمييزي بشكل واضح"، ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أنه ليست اللقاحات كلها معترفاً بها من جانب السلطات الصحية الأميركية، والواقع أن منظمة الصحة العالمية لم تصادق على لقاح "سبوتنيك- في" الروسي. من جهته، أكد الرئيس البرازيلي بولسونارو أنه سيأتي حتى لو لم يكن ملقحا. وتراجعت إدارة الأمم المتحدة بعد ذلك عن قرارها، وأوضح الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، أنه لا يملك سلطة فرض إلزامية التلقيح.

وجّه رئيس الجمعية العامة، الخميس، كتاباً جديداً للدول الأعضاء لتوضيح أن نظام "التصريح الشرفي" لا يزال سارياً. غير أن قيودا صحية صارمة ستكون متبعة، من بينها وضع الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، مع حضور سبعة أشخاص كحدّ أقصى من كل وفد إلى مقرّ الأمم المتحدة، أربعة منهم في قاعة الجمعية العامة، وتقليص اللقاءات الثنائية إلى الحدّ الأدنى. أخيراً، سيُقام مركز تلقيح متنقل يقترح إعطاء لقاح "جونسون أند جونسون" الأميركي ذي الجرعة الواحدة.

(فرانس برس)

المساهمون