دراسة بريطانية: التأخير في إعطاء الجرعة الثانية من لقاح "فايزر" يحسّن المناعة

15 مايو 2021
انخفضت نسبة الإصابة 80% بعد خمسة أسابيع من تلقي الجرعة الأولى (أولي سكارف/ فرانس برس)
+ الخط -

وجدت دراسة بريطانية أنّ الأجسام المضادة لفيروس كورونا قد تكون أعلى بثلاث مرات ونصف لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعة اللقاح الثانية بعد 12 أسبوعاً بدلاً من ثلاثة أسابيع.

ووفق دراسة لتحليل الدم أجرتها جامعة برمنغهام البريطانية، بالتعاون مع الوكالة التنفيذية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، فقد تبيّن أنّ هذه الفئة من الأشخاص لديها أجسام مضادة أعلى، عند إعطاء المعزّز من اللقاح بعد فجوة استمرت ثلاثة أشهر، بحسب ما نقلتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وتأتي هذه الدراسة، في الوقت الذي تبنّت فيه المملكة المتحدة قراراً بتأجيل الجرعات الثانية من لقاحات فيروس كورونا. إذ أظهرت الدراسات والأبحاث التي أجريت على الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً أنّ تأخير الجرعة الثانية من لقاح فايزر/ بيونتك، إلى ما بعد 12 أسبوعاً بدلاً من ثلاثة أسابيع، أنتج استجابة أقوى بكثير من الأجسام المضادة.

ووفق الدراسة، يحصل الأشخاص الذين يتلقون جرعتين من اللقاح على الحماية المطلوبة بغضّ النظر عن التوقيت، لكن الاستجابة الأقوى تأتي من خلال التأخير الإضافي.

تقول هيلين باري، كبيرة مؤلفي الدراسة في برمنغهام: "لقد أظهرنا أنّ ذروة استجابات الأجسام المضادة بعد جرعة لقاح فايزر الثانية، يتمّ تعزيزها بقوة لدى كبار السن عندما يتأخر إعطاء الجرعة الثانية من 11 إلى 12 أسبوعاً، وهناك فرق ملحوظ بين هذين الجدولين من حيث استجابات الأجسام المضادة التي نراها".

في الأسابيع الأولى من برنامج اللقاح، اتخذت المملكة المتحدة قراراً جريئاً بتأجيل إعطاء الحقن المعزّزة حتى يتمكن المزيد من كبار السن والضعفاء من تلقي اللقاحات الأولى بسرعة أكبر.

وقد أثارت هذه الخطوة الجدل، لأنّ منظمي الأدوية وافقوا على لقاحات فايزر/ بيونتك، وأسترازينيكا/ أكسفورد، على أساس التجارب السريرية التي باعدت بين الجرعات مهلة زمنية لا تتخطى الثلاثة أو أربعة أسابيع فقط.

أظهر باحثون من جامعة أكسفورد في فبراير/ شباط الماضي أنّ استجابات الأجسام المضادة كانت أقوى بمرتين عندما تأخرت معزّزات لقاحهم لمدة 12 أسبوعاً. لكن الدراسة الأخيرة، هي الأولى التي تقارن الاستجابات المناعية في أوقات زمنية مختلفة، مع استخدام لقاح فايزر/ بيونتك.

ووفق الدراسة، قام العلماء بتحليل عينات دم من 175 شخصاً تخطوا الثمانين من العمر، بعد تلقيهم جرعة اللقاح الأولى، ثم بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من تلقيهم اللقاح المعزز. من بين المشاركين، حصل 99 فرداً على الجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع، بينما انتظر 73 مشاركاً 12 أسبوعاً. أظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين تأخّروا في الحصول على الجرعة الثانية، كانت لديهم أجسام مضادة، أعلى بـ3.5 مرات من المجموعة الأولى.

من جهة أخرى، نظر الباحثون أيضاً إلى جانب آخر لجهاز المناعة، وهو المتعلق بالخلايا التائية التي تدمر الخلايا المصابة. ووجدوا أنّ استجابات الخلايا التائية كانت أضعف عندما يتأخّر المعزّز، لكنها استقرّت عند مستويات مماثلة عندما تمّ اختبار الأشخاص بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الجرعة الأولى.

 

وفي أول تعليق على الدراسة، يرى غاياتري أميرثالينغام، وهو استشاري الأوبئة في الوكالة التنفيذية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، "أنّ هذه الدراسة تدعم أيضاً المجموعة المتزايدة من الأدلة على أنّ النهج المتبع في المملكة المتحدة لتأخير الجرعة الثانية قد آتى ثماره حقاً". ويضيف: "يحتاج الأفراد إلى أخذ جرعتهم الثانية حقاً عندما يتم تقديمها لهم، لأنها لا توفر حماية إضافية فحسب، بل قد توفر حماية تدوم طويلاً ضدّ فيروس كورونا".

تأتي النتائج في الوقت الذي أشارت فيه بيانات جديدة من الوكالة التنفيذية لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إلى أنّ برنامج التطعيم قد منع 11700 حالة وفاة بحلول نهاية إبريل/ نيسان الماضي، لمن هم في سن 60 وما فوق، وما لا يقل عن 33000 حالة دخول إلى المستشفى لمن هم في سن 65 وما فوق، في الفترة ذاتها.

تؤكّد إليانور رايلي، أستاذة علم المناعة والأمراض المعدية في جامعة إدنبره "أنّ هذه الدراسة تساعد في متابعة طويلة المدى لهذه المجموعة على فهم الفاصل الزمني المثالي للقاح في المستقبل، بمجرد انتهاء الأزمة الفورية".

فعالية اللقاحات

من جهة ثانية، أفاد بحث إيطالي نُشر، اليوم السبت، بأنّ عدد الإصابات بكوفيد-19 في أوساط البالغين من جميع الأعمار انخفض بنسبة 80 بالمائة بعد خمسة أسابيع من تلقي الجرعة الأولى من لقاحات فايزر أو مودرنا أو أسترازينيكا.

وهذه هي أول دراسة من نوعها في إحدى دول الاتحاد الأوروبي حول التأثير الفعلي لحملات التطعيم. وأجرى الدراسة المعهد الوطني للصحة ووزارة الصحة، وشملت 13.7 مليون شخص تلقوا التطعيم على مستوى إيطاليا.

بدأ العلماء في دراسة البيانات اعتباراً من اليوم الذي بدأت فيه حملة التطعيم الإيطالية في 27 ديسمبر /كانون الأول 2020 وحتى الثالث من مايو/ أيار 2021.

وأظهر التحليل أنّ خطر الإصابة بعدوى (سارس-كوف-2) ودخول المستشفيات والوفاة بسببها انخفض تدريجياً بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الأولى من اللقاح.

وقال معهد الصحة: "بعد 35 يوماً من تلقي الجرعة الأولى، انخفضت الإصابات بنسبة 80% ودخول المستشفيات 90% والوفيات 95%". وأضاف أنّ هذا النمط جرى تسجيله في أوساط الرجال والنساء بغضّ النظر عن أعمارهم.

(العربي الجديد/ رويترز)

 

المساهمون