البرد يفتك بالصغار والكبار في غزة

02 فبراير 2024
يتكلون على النار لتدفئة أنفسهم (عبد زقوت/ الأناضول)
+ الخط -

تحلّق أطفال نازحون في أحد مراكز الإيواء بمحافظة رفح، جنوب قطاع غزة، حول نارٍ أشعلوها للتدفئة في ظل الأجواء الشتوية الباردة. بقي الشاب سيد السوارحة يحاول برفقة بعض الرجال الموجودين في مركز الإيواء إبقاء النار متقدة أمام الأطفال أطول فترة ممكنة.

ويقول السوارحة: "في ظل المنخفض الجوي وهذه الأجواء الباردة، نحاول تدفئة أطفالنا بأي وسيلة ممكنة"، ويروي كيف فر من بلدة الزوايدة، وسط قطاع غزة، بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة التي تسببت بتدمير منزله والمنازل المحيطة.

يعاني النازحون المقيمون في خيام من ندرة الملابس والفرش والأغطية، فيضطر السوارحة والشبان بشكل عام إلى خلع ملابسهم لتدفئة الأطفال، ويقول: "أطفالي يعانون من شدة البرد، ولا نمتلك ما يكفي من الملابس والأغطية"، ويشير إلى أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات تقيهم برد الشتاء من أي مؤسسات إغاثية، لكنهم تلقوا وعوداً من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

يضيف: "أوضاعنا صعبة للغاية، فالأمطار الغزيرة تفاقم معاناتنا، والمياه تجتاح خيامنا، وأطفالنا يصابون بالأمراض الشتوية وبالأوجاع من شدة البرد".

وعلى بُعد أمتار بسيطة تقف الطفلة بيان العويطي (11 عاماً)، وهي ترتعش من شدة البرد، وتقول: "الأجواء هنا باردة جداً ولا توجد أي وسيلة للتدفئة باستثناء إشعال النار بالحطب والأوراق". تضيف العويطي، النازحة من مدينة خانيونس إلى رفح: "لا نمتلك إلا الملابس التي نرتديها لأننا خرجنا من منازلنا دون أن نتمكن من حمل أي شيء".

تمكث الطفلة في خيمة مصنوعة من النايلون داخل مركز الإيواء بحي الزهور، شرق رفح، وتقول: "ملابسنا خفيفة والبرد شديد".

أما الطفل حسام عواجة (12 عاماً)، النازح من حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، فيقول: "مياه الأمطار اجتاحت خيامنا المصنوعة من النايلون المليء بالثقوب".

ويزيد المطر معاناة الطفل عواجة وعائلته، ويقول: "نزحنا من منزلنا دون أخذ أي شيء، لا توجد معنا أي أغطية أو ملابس"، يتابع: "نحن موجودون في مخيم للنازحين ونعاني من المطر الغزير ونشعر بالبرد الشديد وخاصة في الليل".

وفاقمت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على قطاع غزة معاناة مئات آلاف النازحين في الخيام ومراكز الإيواء المختلفة مع استمرار المنخفض الجوي الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس الخميس 27 ألفاً و19 شهيداً و66 ألفاً و139 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

(الأناضول)

المساهمون