من شاهد المناظرات الرئاسية، فقد يعي أن خطة احتواء فيروس كورونا التي وضعها نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية 2020 جو بايدن تتلخص في "استبعاد منافسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب". فعندما سُئل بايدن خلال المناظرة الأخيرة في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن كيفية رده أو معالجته للمرحلة التالية من الوباء، أمضى جزءاً كبيراً من الدقيقتين المخصصة له في مهاجمة الرئيس دونالد ترامب، بحجة أن "أي شخص مسؤول عن هذه الوفيات العديدة- حوالي 220.000- لا ينبغي أن يظل رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية". تلاعب بايدن بخطته الخاصة، التي قال إنها ستشجع على إخفاء المرض، وتزيد من الاستثمارات في الاختبارات السريعة وتنتج معايير إعادة فتح وطنية واضحة.
وفي معرض مهاجمته، قال بايدن "الرئيس حتى الآن ليس لديه خطة لمعالجة كورونا"، ومن هنا، سألت صحيفة ذا تايم الأميركية، إن كان لبايدن خطة؟ وهل يمكن تحقيقها؟
خطة من سبع نقاط
في 23 أكتوبر/تشرين الأول، ألقى بايدن خطاباً حول خطته الخاصة بـمكافحة فيروس كورونا، وقام وزميلته المرشحة لشغل نائب الرئيس السيناتور كامالا هاريس، بتعميم خطة من سبع نقاط من أجل التغلب على فيروس كورونا وإعادة البلاد إلى المسار الصحيح.
يقول إريك تونر، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: "إنّ كل شيء يتعلق بالتنفيذ والتفاصيل، وعلى هذه الجبهة من السابق لأوانه تحديد كيف ستسير الأمور إذا تم انتخاب بايدن". والخطة التي قدمها تشمل سبع نقاط أساسية وهي:
-اختبار أكبر عدد ممكن من الأشخاص يومياً، وذلك من خلال مضاعفة عدد مواقع الاختبار في الولايات المتحدة.
- إنشاء مجلس اختبار الأوبئة للإشراف على إنتاج الاختبار.
-بناء قوة عاملة وطنية لتتبع جهات الاتصال قوامها 100 ألف شخص تتعاون مع مجموعات المجتمع.
-تكثيف إنتاج معدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة وواقيات الوجه.
-العمل مع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لإنتاج إرشادات واضحة للشركات والمدارس والمرافق الأخرى التي تحاول إعادة فتح أبوابها، إضافة إلى تمويل حكومي للشركات والمدارس وحكومات الولايات والحكومات المحلية.
-استثمار 25 مليار دولار في خطة إنتاج وتوزيع لقاح تضمن الوصول المجاني والعادل، مع السماح للعلماء بالتواصل بوضوح مع التقدم المحرز مع الجمهور.
-حماية الفئات الضعيفة من السكان مثل كبار السن، ووضع أقنعة على الوجه بشكل دائم.
-استعادة مكتب البيت الأبيض المسؤول عن مراقبة المخاطر الصحية العالمية، والذي حله ترامب في شكله الأصلي في عام 2018، والعودة إلى منظمة الصحة العالمية.
فاعلية التنفيذ
تقول الدكتورة لينا وين، أستاذة السياسة الصحية والإدارة في كلية ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن": عند قراءة الخطة، لم أستطع التوقف عن التفكير، ماذا لو كان لدينا هذا طوال الوقت أثناء الوباء؟ وما هو المكان المختلف الذي سنكون فيه؟ في إشارة منها إلى أهمية الخطة، لكن الأهم والأجدى في كيفية تطبيقها".
يوافق إريك تونر، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي على أن الخطة متينة، لكنه يقول "إنه يرغب في مزيد من التحديد، إذ إنه من الرائع إنشاء فرق عمل والتوعد بتوزيع اللقاحات، لكن من الصعب الحكم على فعاليتها دون معرفة كيفية عملها بالضبط".
من جهته، يرى الدكتور هوارد فورمان، الذي نصح حملة بايدن ومدير برنامج إدارة الرعاية الصحية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، بأن الخطة جيدة بشكل عام، لا سيما فيما يتعلق بتركيزها على التنسيق بين الولايات والحكومة الفيدرالية، لكنه يوافق على أنها مجرد "مخطط عام في هذه المرحلة".
ويقول فورمان "إن خطة توزيع اللقاح على وجه الخصوص، تحتاج إلى أن تكون أكثر تفصيلاً بكثير مما يقدمه موقع حملة بايدن حالياً، إذ إن اللوجستيات المتعلقة بإشراك جميع هذه الكيانات ثم التنسيق في العمل، ستكون مهمة صعبة للغاية". في الواقع، يعد توزيع اللقاح أمراً صعباً، كما أنه يتعين على إدارة بايدن أيضاً إقناع الناس بالحصول على اللقاح - وربما العودة لجرعة ثانية، اعتمادًا على نوع اللقاح المعتمد. ويضيف فورمان: "يمكن أن يكون اللقاح فعالًا للغاية، ولكن إذا لم يكن برنامج التطعيم غير فعال فهو غير فعال".
ويرى أحد مستشاري حملة بايدن الذي تحدث مع TIME دون الكشف عن اسمه، أنه من الصعب التنبؤ بوضع اللقاح الذي قد ترثه إدارة بايدن في يناير/كانون الثاني. ويقول "إن مسار الفيروس، والتقدم المحرز في التجارب والعمل الذي تقوم به الإدارة الحالية- لإرساء الأساس لتوزيع فعال ومنصف للقاح، كلها أمور غير معروفة بالنسبة لنا في الوقت الحالي".
ويضيف المستشار أن "ضمان سلامة وفعالية اللقاح، وعدم تسييس عملية التطوير، من الأولويات القصوى". بينما تستمر تجارب اللقاح، تدرس الحملة أيضاً المكان الذي سيتمكن فيه الأميركيون من التطعيم مع الالتزام بقيود التباعد الاجتماعي، والعمل مع قادة المجتمع الذين يمكنهم المساعدة في بناء ثقة الجمهور.
من المرجح أن تكون النقطة المتعلقة بالقناع الشامل هي الأكثر إثارة للجدل، بالنظر إلى كيف أصبح ارتداء الأقنعة من الأمور المثيرة للجدل، فهناك من يدعم إلزامية وضع القناع، إذ تشير التقديرات الأخيرة إلى أن ارتداء القناع الشامل في الولايات المتحدة يمكن أن ينقذ حياة حوالي 60 ألف شخص بحلول فبراير/شباط 2021، ولكن من المرجح أن يستاء الناس من هذه الفكرة.
قال بايدن "إنه سيفرض أغطية الوجه على جميع وسائل النقل العام بين الولايات وفي المباني الفيدرالية، لكن الجزء الأكبر من السياسة قد يستلزم على الأرجح مطالبة حكام الولايات ورؤساء البلديات بتنفيذ هذه الأوامر على مستوى الولاية والمستوى المحلي، من المحتمل ألا يتمكن رئيس الولايات المتحدة من الإنفاذ فعليًا ولاية وطنية كاملة، بحسب ذا تايم.