الاحتلال يعتقل 4 طلاب جامعيين بالداخل الفلسطيني بتهمة "التحريض على الإرهاب"

19 نوفمبر 2023
حملة تحريض مستمرة واعتقالات تطاول فلسطينيي الداخل (يوسف مسعود/Getty)
+ الخط -

تواصل المؤسسة الإسرائيلية استهداف الطلاب الجامعيين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل، منذ أن شنت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي هذا الإطار، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأحد، 4 طالبات من الناصرة ويافة وإكسال والعزير، بالإضافة إلى شاب من كفر كنا، وذلك على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالحرب على غزة، بزعم "التحريض على الإرهاب".

وبدأت الاعتقالات الفعلية لطلاب جامعيين في الجامعات والكليات منذ الأسبوع الماضي، إذ اعتُقِل أكثر من 15 طالباً جامعياً من فلسطينيي الداخل. وتلاحق الجامعات والمعاهد العليا الطلبة العرب، منذ بداية الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.

وقالت المحامية سوسن زهر، المستشارة القانونية لائتلاف الطوارئ، التي تترافع عن 13 طالباً جامعياً في المعاهد العليا في لجان الطاعة أمام المؤسسات الأكاديمية، لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب الشكاوى المتعلقة بالطلاب تتعلق بتتبع منشوراتهم عبر المنصات الاجتماعية ومن خلال حساباتهم الشخصية، وليست رسائل تم توجيهها عبر بريد إلكتروني تابع للجامعة أو أي وسيلة تابعة لها".

وأضافت: "أمثل 13 طالباً جامعياً عربياً من جامعات وكليات عدة، القاسم المشترك بين معظم الشكاوى هو مسح ممنهج لمنشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن محاولة تصيدهم بأي شكل من الأشكال، وإلى غاية الآن ما زلت في انتظار إصدار قرار بالموضوع".

ونبهت إلى أنه "ليست هناك أي صلاحية للمؤسسات الأكاديمية بالتدخل في المحتوى الذي ينشره الطالب ما دام على حسابه الشخصي، ومعظمه يتمحور حول الهوية الفلسطينية ونشر علم فلسطين، أو آيات من القرآن عن النصر، أو شعر لمحمود درويش أو نشيد "موطني"، أو حتى مشاركة صور لأبرياء ضحايا آلة الدمار الإسرائيلية".

وتابعت: "تم اعتبار هذه المنشورات مخالفة للقواعد، بل ترقى إلى "التحريض على الإرهاب" وتستوجب عقوبات تأديبية، رغم أنها لا تعارض حرية التعبير عن الرأي، ولا تمسّ بالمؤسسات الجامعية بأي شكل من الأشكال، بل إنها جاءت على حسابات شخصية للطلاب".

وفي سياق متصل، أصدرت الهيئة الطلابية المشتركة للكتل الطلابية بالداخل الفلسطيني بياناً تستنكر فيه "السابقة الخطيرة في استهداف قطاع الطلاب بهدف الترهيب وسط تواطؤ واضح للمؤسسات الأكاديمية".

وجاء في البيان: "على إثر اعتقال أربع طالبات، صبيحة اليوم الأحد، وخمسة آخرين في الأسبوع الماضي، بطريقة همجية تهدف إلى إهانة الطلاب والاستمرار بسياسة الترهيب  تجاه المجتمع العربي في الداخل... فإن هذه الاعتقالات كافة تأتي لمجرد التفاعل مع منشورات في شبكات التواصل الاجتماعي وليس أي كتابة ولا تعبير عن موقف، وهو ما يُعدُّ سابقة خطيرة على مستوى العالم".

وأضاف بيان الهيئة الطلابية أنه ينظر بخطورة كبيرة إلى كون المؤسسات الأكاديمية تتعاون مع الشرطة من أجل اعتقال طلاب يدرسون في الجامعات والكليات ذاتها، حيث أشارت الشرطة بشكل واضح إلى كون بعض المعلومات التي تلقتها كانت قد حصلت عليها من إحدى المؤسسات الأكاديمية العليا في إسرائيل، وهو ما نعتبره تجاوزاً خطيراً وتصرفاً غير مسبوق من مؤسسات أكاديمية تتباهى بمهنتيها وإنتاجها الأكاديمي أمام العالم ولا تخجل من أن تلعب دور الشرطي والمخبر تجاه طلابها، لتتماهى مع سياسة تكميم الأفواه والملاحقة الممارسة ضد طلابنا.

وأفادت الهيئة نفسها بأن هناك حوالي 160 طالباً وطالبة من مختلف الجامعات والكليات في البلاد يتعرضون لإجراءات تأديبية ولجان طاعة على منشورات في شبكات التواصل الاجتماعي.

واستنكرت حملة التحريض المستمرة واعتقالات الطلاب الجامعيين في المعاهد العليا، مؤكدة أن هذه الحملات تتواصل لما يمثله هؤلاء الطلاب والطالبات من نجاحات أكاديمية وإنجازات علمية وتفوق مهني ووعي وانتماء إلى مجتمعهم، وأن هذه الشريحة ستستمر في التفوق العلمي والثقافي على الرغم من كل ما يحصل.

المساهمون