الاحتلال يرفض نقل الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان إلى المستشفى

12 ابريل 2023
مؤتمر صحافي لأسرة الأسير خضر عدنان (العربي الجديد)
+ الخط -

طالبت عائلة الأسير الشيخ خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ 68 يوماً، مؤسسات الرئاسة الفلسطينية، والفصائل، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم، والتحرك بشكل عاجل لإنقاذ حياة عدنان، محمّلة في مؤتمر صحافي عقدته في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة إدارة مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، حيث ما زالت ترفض وتتجاهل نقله إلى مستشفى مدني، رغم تدهور حالته الصحية ودخوله مرحلة الخطر.

وقال شقيقه محمد خلال المؤتمر الصحافي إن إدارة سجون الاحتلال ترفض نقله إلى المستشفى، رغم حالته الصحية الخطيرة للغاية التي وصل إليها، وتحتجزه في عيادة سجن الرملة في ظروف صعبة للغاية، ويتعمد السجانون إزعاجه وحرمانه النوم باقتحام زنزانته كل نصف ساعة وإبقاء الإضاءة مشتعلة.

الصورة
مؤتمر صحافي لعائلة الأسير خضر عدنان (العربي الجديد)
مؤتمر صحافي لعائلة الأسير خضر عدنان (العربي الجديد)

وحول الحالة الصحية للأسير، أوضح شقيقه أن خضر يعاني من إغماءات متكررة وضعف في البصر والسمع، وإخدرار وضغط شديد بالصدر وتشنجات في أنحاء جسمه واستفراغ عصارة حامضية، مع هزال وضعف شديد.

وبحسب محمد، فإن خضر أصيب بإغماءة يوم الاثنين الماضي 10 إبريل/ نيسان الجاري، نتج منها إصابة رأسه ومنطقة أسفل الكتف برضوض، وبقي ملقىً على الأرض دون حضور السجانين، رغم وجود كاميرات مراقبة داخل زنزانته.

وناشد "كل صاحب ضمير حي ليبذلوا ما بوسعهم لإنقاذ شقيقه، لأن الوضع لا يحتمل".
ويطالب عدنان، كما قال شقيقه، بحريته وإنهاء اعتقاله التعسفي، وما زال الاحتلال يرفض السماح لعائلته ولزوجته وأطفاله التسعة بزيارته، بحجة أنه معاقب بالمنع من الزيارة.

بدورها، قالت رندة موسى، زوجة خضر عدنان، إن زوجها يحتضر ويموت، وتابعت: "لن أسامح أحداً إذا قضى زوجي خضر، وكان بوسع أي كان القيام بشيء لحريته ولم يفعل".

ووجهت رندة كلماتها كما قالت للشعب الفلسطيني والعلماء والمقاومة، ورفاق درب خضر ومن أحبهم وأحبوه ويرون بخطوته رافعة لنضالات الفلسطينيين والأسرى.



وأضافت موسى: "إن قضى زوجي شهيداً، فوصيته أن أبلغ صغارنا أحباءنا أن أباهم لم يذهب إلى العدم، ولم يتخل عن مسؤوليته، إنما كان يصنع الحرية لأجلهم، وكما قال يوماً، فهو اليوم يموت للحرية والعزة والكرامة لأجلهم".
بدوره، اعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، ما يمر به عدنان، موقفاً جللاً، وتحاول فيه المخابرات الإسرائيلية وجيش الاحتلال الاستفادة من ست تجارب سابقة لإضرابات خضر عدنان، وإضرابات غيره من الأسرى، وأراد الاحتلال هذه المرة أن يجعل من قرار عدنان الذي اتخذه قبل الخروج من منزله خلال اعتقاله، وتلفيق لائحة اتهام له، وكأنهم قرروا إعدامه حسب فارس، حيث لم يسبق أن تحرر أسير بعد إضراب وقد وجهت له لائحة اتهام.
وأكد فارس أن إبقاء عدنان في عيادة سجن الرملة الذي لا تتوافر فيها أي خدمات طبية تمكن من التعامل مع أي تدهور في حالته الصحية وعدم نقله إلى مستشفى مدني، يُعَدّ من تعبيرات الشروع بقتله، وتعريضه للقتل البطيء، حيث كان يُنقَل في اضراباته السابقة إلى المشفى في اليوم الـ45 من الإضراب. 
وضم فارس صوته إلى عائلة عدنان، ودعا الجميع إلى تحمل مسؤولياته، لأن الأمر يتجاوز -كما قال- الانتصار لمناضل يضرب عن الطعام، وإنما القضية فيها إنقاذ حياة، مؤكداً أن المشهد يقع بشكل أكبر على عاتق الفصائل والمقاومة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولا يعوّل فارس على اتصالات سياسية أو قناة مفاوضات مع الاحتلال، مذكراً باستنفاد كل الاتصالات والأمور القانونية في قضية الأسير الشهيد ناصر أبو حميد دون جدوى، حتى استشهد داخل سجون الاحتلال.
وكان نادي الأسير قد أكد في بيان له أن عدنان، بدخوله يومه الـ(67) في إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله، يخوض الإضراب الأطول على مدار مجموع سنوات اعتقاله الماضية، التي خاض فيها قبل ذلك خمسة إضرابات.
وأكّد نادي الأسير أنّ كل ساعة تمر على إضراب الأسير عدنان تتضاعف المخاطر على مصيره وحياته، في ظل الأعراض الخطيرة التي يواجهها، خصوصاً أنّ إدارة السّجون ترفض نقله إلى المستشفى، وتواصل احتجازه في (عيادة سجن الرملة)، كذلك يرفض الأسير عدنان إجراء الفحوص الطبيّىة، وأخذ المدعمات حتّى اليوم، وفقط يعتمد على الماء، كجزء من معركته، التي يطالب فيها بحرّيته وإنهاء اعتقاله. 
وكان عدنان قد نفذ موجة من الإضرابات الفردية في سجون الاحتلال، بعد إضرابه في عام 2012 ضد اعتقاله الإداري دون تهمة أو محاكمة، تبعه عدد من الأسرى الإداريين في السنوات الماضية، والإضراب الحالي هو الأول الذي يخوضه عدنان، في ظل تقديم لائحة اتهام ضده تعتمد حسب عائلته، على نشاطاته الميدانية في المسيرات وجنازات الشهداء وفعاليات الأسرى، ويعتبر عدنان أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية المحتلة.

المساهمون