استمع إلى الملخص
- يعاني النازحون في مخيم جباليا من حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والماء والعلاج، حيث تحاصر قوات الاحتلال مراكز الإيواء وتستهدف الطائرات المسيّرة كل من يتحرك، مما يهدد حياتهم.
- استهدفت قوات الاحتلال المستشفيات بشكل مباشر، مما أدى إلى إصابة الطواقم الطبية والمرضى، بهدف إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة في ظل حصار خانق وقطع للتيار الكهربائي.
يواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، تصعيده وتشديد حصاره على شمال قطاع غزة، مرتكباً المزيد من جرائم التطهير العرقي، ومجازر دامية مروعة أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، علاوة على استهداف المستشفيات والطواقم الطبية. حيث شنّ الاحتلال قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً على مخيم جباليا، وبيت لاهيا، ومناطق الصفطاوي، وتل الزعتر، والشيخ زايد، وتلة قليبو شماليّ قطاع غزة، ما أوقع عشرات القتلى، بينهم أطفال ونساء، بحسب مصدر طبي لـ"الأناضول".
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة الجيش الإسرائيلية حملة الإبادة التي ينفذها في شمال القطاع منذ 15 يوماً عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلّف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من قوات الاحتلال أو منعها من تأدية مهامها.
حصار مخيم جباليا شماليّ غزة
يوسف المصري (23 عاماً) محاصر بمدرسة "حلب" شماليّ مخيم جباليا، يصف المشهد، قائلاً: "قوات الاحتلال تقدمت صوب مراكز الإيواء القريبة من مستشفى الإندونيسي ومنعت النازحين المغادرة". مضيفاً أن "حالة من الخوف والذعر أصابت النازحين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن"، موضحاً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم كثافة نارية عالية خلال توغله، ومشيراً إلى أن "هذه هي المرة الثالثة خلال هذه الحرب التي تداهم فيها قوات الاحتلال هذه المراكز وترتكب المجازر والجرائم بحق النازحين".
ويضيف: "الجيش الإسرائيلي يحاصر حالياً أربع مدارس ونادياً رياضياً وصالة أفراح وبعض مقارّ المؤسسات والجمعيات، وجميعها تُستخدَم مراكز إيواء للنازحين خلال هذه الحرب"، مناشداً الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية التدخل لفكّ الحصار وإنقاذهم من نيران الجيش والمصير المجهول الذي يواجهونه.
مسيّرات تستهدف الأهالي في مراكز الإيواء
وقرب مراكز الإيواء، وتحديداً في أحياء "الشيخ زايد" و"الرباط" و"تل الزعتر"، لا تزال عشرات العائلات محاصرة داخل منازلها نتيجة تقدم آليات الاحتلال الإسرائيلية، حيث لم تتمكن طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى تلك المنطقة، رغم كثرة المناشدات التي يطلقها الأهالي هناك جراء وجود الجيش والاستهدافات.
ويقول أحمد عبد الرحيم، المحاصر مع عائلته: "الاستهدافات الإسرائيلية لم تتوقف طوال الليل، والطائرات المسيّرة تستهدف كل من يتحرك". ويضيف أن "الأهالي يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والعلاج، ما يهدد حياتهم بالموت جوعاً وعطشاً"، مشيراً إلى أن "جثث الشهداء والمصابين لا تزال في الشوارع القريبة، ولا يمكن انتشالها بسبب خطورة الأوضاع".
من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة بغزة، منير البرش، إن "اثنين من المرضى استشهدوا في قسم العناية بمستشفى الإندونيسي بعد حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى وتدمير مولد الكهرباء الذي يُعتمَد عليه في ظل انقطاع التيار الكهربائي". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أنّ جيش الاحتلال استهدف "الطوابق العليا من المستشفى الإندونيسي شماليّ غزة"، مضيفة أنّ "أكثر من 40 مريضاً وجريحاً" أُصيبوا بجروح، إضافة إلى الطاقم الطبي.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي، مروان سلطان، إنّ "الدبابات الإسرائيلية تقصف المستشفى وتحاصر المبنى بالكامل، وقطعت التيار الكهربائي عنه، واستهدفت الطابقين الثاني والثالث من المستشفى بقذائف مدفعية". مضيفاً أنّ "هناك مخاطر شديدة تحيط بالطواقم الطبية والمرضى".
وقالت الوزارة في وقت سابق إن جيش الاحتلال كثف استهدافه للمنظومة الصحية شماليّ القطاع، في محاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة. وقالت الوزارة في بيان: "الاحتلال الإسرائيلي يعزز استهدافه للمنظومة الصحية شماليّ قطاع غزة، من خلال حصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية". كذلك استهدفت المدفعية الإسرائيلية الطوابق العلوية لمستشفى "العودة" ثلاث مرات، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية، بحسب بيان صدر عن المستشفى.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء اجتياح شماليّ القطاع، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها. وتشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)