الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال 35 أسيرة فلسطينية

07 مارس 2021
وقفة سابقة للتضامن مع الأسيرات الفلسطينيات (العربي الجديد)
+ الخط -

قال نادي الأسير الفلسطيني، الأحد، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجونها 35 أسيرة فلسطينية، من بينهنّ 26 أسيرة صدرت بحقّهن أحكام لفترات متفاوتة أعلاها لمدة 16 عاماً بحقّ الأسيرتين شروق دويات، وشاتيلا أبو عياد"، موضحا في بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يوافق غدا الإثنين، أن "من بين الأسيرات 3 رّهن الاعتقال الإداري، وهنّ ختام السعافين، وبشرى الطويل، وشروق البدن".

 ويبلغ عدد الأسيرات الجريحات في سجون الاحتلال 8 أسيرات، وغالبيتهنّ أُصبن بعد عام 2015، وأقدمهنّ الأسيرة أمل طقاطقة المعتقلة منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، والمحكومة بالسّجن لمدة 7 سنوات، ومن بين الأسيرات 11 أمًّا، وهنّ: إسراء جعابيص، وفدوى حمادة، وأماني الحشيم، وحلوة حمامرة، ونسرين حسن، وإيناس عصافرة، وخالدة جرار، وآية الخطيب، وإيمان الأعور، وختام السعافين، وشروق البدن.

وأكّد البيان أن "الأسيرات الفلسطينيات يتعرّضن لكافة أنواع التّنكيل والتعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقّ الأسرى الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل، وحتّى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ثم احتجازهنّ في السجون، وشهد عام 2019، تصعّيدًا في عمليات التعذيب الممنهج بحقّ الأسيرات، مقارنة مع السنوات التي سبقته، إذ أعاد الاحتلال سياسة التعذيب بحقّ النّساء".

تنكيل وعزل

وتبدأ عمليات التعذيب والتّنكيل بحقّ الأسيرات بإطلاق الرصاص عليهنّ أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهنّ تفتيشاً عارياً، واحتجازهنّ داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهنّ للتحقيق لمدد طويلة، وتقييدهنّ طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والعزل، والابتزاز، والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهنّ خلال فترة التحقيق، وإخضاعهنّ لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح، كما تعرضت عائلاتهن للتّنكيل، والاعتقال، والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي.

وبعد نقل الأسيرات إلى السجون، تُنفذ بحقّهن سلسلة من إجراءات التنكيل، ومنها الإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وحرمان الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة، ومن احتضان أبنائهنَّ، علاوة على سياسة العزل الانفرادي التي تم تصعيد استخدامها خلال العام الماضي والعام الجاري، واستهدفت أبرز عمليات العزل الأسيرة فدوى حمادة لعدة شهور، إضافة إلى عزل الأسيرة نوال فتيحة.

أول أسيرة فلسطينية كانت الأسيرة فاطمة برناوي التي اُعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977

وتواجه الأسيرات منذ انتشار الوباء عزلًا مضاعفًا من جرّاء عدم انتظام زيارات عائلاتهنّ، ورغم المطالبات المتكررة على مدار العام الماضي بالسماح لهنّ بإجراء مكالمات هاتفية مع عائلاتهنّ، إلا أن إدارة سجون الاحتلال ترفض الاستجابة.

وأكّد نادي الأسير أن الأسيرات يُعانين ظروفاً حياتية صعبة في سجن "الدامون"، منها وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال الشتاء، وتضطرّ الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمّامات، عدا عن "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية، وسياسة المماطلة في تقديم العلاج، وأكثر الحالات خطورة هي حالة الأسيرة إسراء جعابيص التي تُعاني من تشوهات حادة في جسدها جرّاء تعرضها لحروق خطيرة بسبب إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها في عام 2015، ما تسبب بانفجار أسطوانة غاز في مركبتها، وهي تحتاج إلى سلسلة من العمليات الجراحية.

وتمكّنت الأسيرات من ابتكار أدواتهنّ الخاصة في مواجهة سياسات إدارة السجون التي تحاول عزلهنّ عن العالم، وأبرز تلك الأدوات التعليم، وتنظيم دورات خاصّة في مجالات معرفية مختلفة، وتمكنّ عدد منهن من استكمال الثانوية العامة داخل الأسر، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههنّ.

يُشار إلى أن أول أسيرة فلسطينية كانت الأسيرة فاطمة برناوي، والتي اُعتقلت عام 1967، وحكم عليها الاحتلال بالسّجن المؤبد، وأفرج عنها عام 1977، بعد عشر سنوات على اعتقالها، وبلغ عدد حالات اعتقال النساء الفلسطينيات منذ عام 1967، أكثر من 16 ألف سيدة، وشهدت انتفاضتا 1987 و2000 العدد الأعلى من اعتقال النساء، وفي عام 2015 تزايدت عمليات اعتقال النساء مع اندلاع (الهبة الشعبية)، ومنذ عام 2015 حتى نهاية يناير/ كانون الثاني 2021، وصل عدد المعتقلات إلى أكثر من 900 فلسطينية.

ووجهت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسيرة خالدة جرار، رسالة من داخل سجنها بمناسبة يوم المرأة العالمي، وقالت: "رفيقاتي وأخواتي في فلسطين والوطن العربي، وحول العالم، من داخل الأسر ومن خلف قضبان الاحتلال أبعث لكنّ بأحر تحياتي وفخري واعتزازي بكنّ وبنضالاتكن ضد كافة أشكال الظلم والاضطهاد والقهر، لتصلكن مع إطلالة الثامن من مارس/آذار، بما يحمله من رمزية ودلالات على نضال المرأة في مواجهة الاستغلال الطبقي، والتمييز العنصري، والجنسي الذي تمثله الأنظمة المستبدة، وتحالف العولمة المتوحش ضد الشعوب، ولعل الاحتلال الصهيوني القمعي وسياساته العنصرية ضد شعبنا خير مثال على ذلك".

وحكمت قوات الاحتلال الأسبوع الماضي، على جرار بالسجن لمدة عامين ودفع غرامة مالية نحو 1300 دولار، بتهمة "تبوّء منصب قيادي في تنظيم غير مسموح"، وكان الاحتلال قد اعتقلها في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019، من بيتها في مدينة البيرة، وهو الاعتقال الثالث لها.

المساهمون