أعلنت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة "يونيسف"، أمس الأربعاء، تبرّع الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، بمساهمة إنسانية قدرها 2 مليون يورو دعماً لبرامج "يونيسف" في سورية من أجل مساعدة الأطفال الأكثر هشاشة وعائلاتهم عبر البلاد.
وحول أهم الاحتياجات التي يمكن أن تقدّمها "يونيسف" للأطفال في سورية، قال حمزة جوجة، مدير المكتب الإعلامي بمنظمة الإغاثة الإنسانية iyd العاملة في شمال غربي سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك الكثير من المخيمات التي تعاني من غياب المدارس، وفي حال وُجدت، فإنّ معظمها صغيرة وأُنشئت بدعم فردي ومن متطوعين، وهناك حاجة ماسّة لضمّ آلاف الطلاب والمتسرّبين".
كما تحدّث جوجة عن غياب الحدائق المخصّصة للعب الأطفال، مشيراً إلى أنّ معظمهم يلعبون بالرمل ومجاري المياه، ويعمدون إلى إشعال الحرائق بسبب عدم توفر هذه المرافق.
وذكرت "يونيسف"، في بيان صدر عنها الأربعاء، أنّ "هذا التبرّع سيساهم في الوصول إلى أكثر من 126 ألف طفل ومقدّم رعاية، وذلك عبر خدمات الحماية والتعليم والمياه والصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى التحويلات النقدية المنقذة للحياة لمن هم أكثر هشاشة".
وقال بو فيكتور نيلوند، ممثّل منظمة "يونيسف" في سورية: "لقد مرّ أكثر من عقد على النزاع في سورية، ولا تزال الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 13,4 مليون شخص في البلاد– 6,1 ملايين منهم أطفال– تتضاعف مع مرور الأيام".
وأضاف: "أعانتنا شراكتنا الجوهرية والمتواصلة مع الاتحاد الأوروبي على تنفيذ التزاماتنا نحو الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة، وضمان وصولهم إلى الخدمات الهامة".
من جانبه، قال السيد يانيز لينارتشيش، مفوّض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، إنّ "العديد من الأطفال الذين نقوم بتقديم المساعدة لهم عن طريق يونيسف لم يعرفوا شيئاً سوى النزوح والأزمة".
وأضاف: "بعد 10 سنوات من النزاع والانحدار الاقتصادي المستمرّ، يكافح مقدّمو الرعاية لتزويد أطفالهم بالأساسيات وإبقائهم في المدارس. إنّ استمرار هذا الدعم بهدف مساعدة وحماية الأطفال الأكثر هشاشة وعائلاتهم عبر أرجاء سورية هو حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وذلك لضمان الاستجابة لاحتياجاتهم الآن وفي المستقبل".
وأردف: "سيمكّن هذا التمويل الإنساني متعدّد المانحين، والمدعوم من قبل الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، يونيسف من الوصول إلى الأشخاص الأكثر هشاشة، بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقات الشديدة عن طريق خدمات إدارة الحالة، والأطفال ممن هم خارج المدارس عبر الوصول إلى التعليم، بالإضافة إلى تمكين الأطفال وعائلاتهم من الوصول إلى خدمات المياه، والصرف الصحي والنظافة".
وقدّم الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية منذ عام 2016 ما يزيد عن 55 مليون يورو لعمل "يونيسف" من أجل الأطفال في سورية، بحسب البيان.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأربعاء، عن إطلاق أكبر نداء تمويلي في تاريخ المنظمة بقيمة 9.4 مليارات دولار، وذلك لدعم ملايين الأطفال حول العالم، بمن فيهم الأطفال السوريون، المتأثّرين بأزمات إنسانية وبجائحة كورونا في جميع أنحاء العالم.
ووفق أرقام "يونيسف"، يوجد في سورية أكثر من 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40 في المائة تقريباً من الفتيات.