الإنترنت... "وباء الوحدة" بعد وباء كورونا

24 أكتوبر 2022
لا للانفصال عن الإنترنت (زهانغ بينغ/ Getty)
+ الخط -

بالطبع كانت الحاجة إلى الاتصال أكبر من أي وقت خلال الأشهر الأكثر ظلمة لوباء كورونا. وقدمت التكنولوجيا شريان حياة للناس الذين اضطروا إلى ملازمة بيوتهم لتفادي الأعراض أو التعافي، ووصف كثيرون تجاربهم، بحسب ما ينقله موقع "سايكولوجي توداي"، بأنها "ساعات افتراضية سعيدة وممتعة، شكلت تجارب جديدة".
والحقيقة أنه عندما أصبحت التجمعات الشخصية خطرة بسبب الوباء، أنقذت وسائل التواصل الاجتماعي الناس من العزلة الكاملة، لكن آثار تلك الأيام الصعبة استمرت لدى اشخاص يترددون حالياً في الظهور والعودة إلى الانخراط في العالم الحقيقي، ويتمسكون بالحياة الافتراضية على الإنترنت.
يقول خبراء إن "إجراءات إدارة الأزمة الصحية عززت أزمة الصحة العقلية على صعيد وباء الوحدة، علماً أن إحصاءات تشير إلى أن نسبة 36 في المائة من الأميركيين يشعرون بالوحدة غالباً، وهي أكبر لدى كبار السن. 
ويعتبر بعضهم أن الاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب والهاتف الخلوي أو وسائل التواصل الاجتماعي من أشكال السلوك القهري المماثل للتفكير بالوسواس والشعور بالقلق عند عدم الاتصال. وهي قد تؤدي إلى اجترار العلاقات والأنشطة عبر الإنترنت، وإظهار الاعتماد والتفاعل عبره. ويرون بالتالي أنه عندما تحل التكنولوجيا محل العلاقات الشخصية فهي تزيد الشعور بالوحدة والانفصال وتقلل الرفاهية. وفي حال الحفاظ على هذه العلاقات عبر الإنترنت تحديداً، فلا يجلب ذلك الرضا.

قضايا وناس
التحديثات الحية

من هنا يرتبط الاستخدام المرتفع لوسائل التواصل الاجتماعي بانخفاض النتائج الإيجابية للصحة العقلية، في حين أن استخدام شخص الإنترنت مع الاحتفاظ بإحساس التحكم به قد يجعلها أداة مفيدة، لذا تجب تنمية الاعتدال في التحكم بالاستخدام لجلب نتائج إيجابية للصحة العقلية، وتقليل القلق والاكتئاب.
لكن الحفاظ على التحكم قد يكون أسهل في القول من الفعل، فالانفصال عن الإنترنت قد يؤدي إلى القلق والشعور بالخسارة.
وباعتبار أن كبار السن كانوا في البدء بين أقل مستخدمي الإنترنت قبل أن يزيد عددهم أثناء الوباء، عرضت دراسة لشهادات 12 منهم عن فوائد الوقت الذي قضوه في ممارسة المشي بالطبيعة. وذكر 11 أن الانفصال لبعض الوقت عن التكنولوجيا شكل أحد أهم الفوائد. لكن الواقع الحالي يفيد بأنها قد تبعد كبار السن نفسهم عن الوحدة، فهي تساعد جميع الأشخاص الوحيدين الذين يسعون إلى اتصالات إضافية.

 

المساهمون