الأهالي يتحملون عبء تأهيل المدارس في مناطق سيطرة النظام السوري

06 سبتمبر 2024
داخل مدرسة في الغوطة الشرقية بدمشق، 9 أكتوبر2017 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الأهالي في مناطق سيطرة النظام السوري يتكفلون بترميم المدارس لضمان استمرار تعليم أبنائهم، وسط تجاهل حكومي، حيث يتم جمع التبرعات لإجراء الصيانة في محافظات مثل درعا والسويداء.
- في الغوطة الشرقية، لا تزال معظم المدارس بحاجة إلى ترميم رغم المبادرات الأهلية، حيث ساهم الأهالي في تأهيل 120 مدرسة من أصل 157، بينما تبقى 38 مدرسة خارج الخدمة.
- بعد زلزال فبراير 2023، تبين أن 300 مدرسة في طرطوس بحاجة إلى صيانة، مع تجاهل حكومي حتى الحصول على دعم من منظمات دولية أو محلية.

يتحمّل الأهالي في العديد من المدن والبلدات ضمن مناطق سيطرة النظام السوري عبء تأهيل المدارس حرصاً على استمرار تعليم أبنائهم، وسط حالة من التجاهل من الجهات المختصة المعنية بالأمر. ووفقاً لنشطاء ومدرسين، فإن عمليات الترميم تتم بجهود محلية في العديد من المحافظات منها محافظتا درعا والسويداء جنوبي سورية، إذ يجمع الأهالي تبرعات بهدف إجراء صيانة وترميم الصفوف المدرسية.

وفي هذا السياق أوضح المدرس علي العبود المقيم في السويداء لـ"العربي الجديد"، أنّ الجهود الأهلية الهادفة لترميم المدارس مستمرة منذ عدة سنوات، لافتاً إلى أن السبب في ذلك تجاهل حكومة النظام السوري لهذا الملف. وقال: "الكثير من المدارس أجريت لها صيانة بنفقة الأهالي، وجُهّزت بألواح وأيضاً رممت فيها المقاعد. الهدف الأساسي منذ ذلك الحين عدم انقطاع أبنائهم عن التعليم".

النظام السوري يتجاهل ترميم المدارس

ولا تزال معظم المدارس في الغوطة الشرقية بريف دمشق بحاجة إلى الترميم والتأهيل والصيانة على الرغم من المبادرات الأهلية. وأوضح مدير تربية ريف دمشق عبد الحليم اليوسف، أنّ مديرية التربية تتخذ إجراءات بالتعاون مع المجتمع المحلي لتأهيل وصيانة المدارس. وأضاف، وفق تقرير أوردته، أمس الخميس، وكالة سانا التابعة للنظام، أنه يجري العمل في الوقت الحالي على تأهيل المدرسة المهنية النسوية لتعود إلى الخدمة خلال 20 يوماً. ولفت التقرير إلى أنّ 38 مدرسة من أصل 157 لا تزال خارج الخدمة، بينما تم تأهيل 120 مدرسة، حيث ساهم الأهالي في ترميم عدد كبير من المدارس.

عزام الحسين من سكان ريف دمشق، قال في حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ ترميم المدارس في الغوطة الشرقية بدأ فعلياً بعد التهجير. أضاف: "لم تكن هناك أي مبادرة قط من قبل حكومة النظام لتأهيل هذه المدارس، وطرحنا فكرة جمع مبالغ مالية لصيانتها في مدينة دوما، وكذلك باقي مدن الغوطة الشرقية حذت حذونا". وأضاف الحسين: "يقولون إن العصابات الإرهابية خربت المدارس، يتجاهلون حقيقة أن طائرات النظام هي من قصفتها ودمرت النوافذ والجدران والأبواب".

300 مدرسة في طرطوس بحاجة إلى صيانة

من جانبه أوضح مدير تربية طرطوس التابعة للنظام السوري، علي شحود، أنه بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/ شباط 2023، تبين وجود 300 مدرسة بحاجة إلى الصيانة لكون عمرها الزمني قصيرا نتيجة العوامل الجوية والزلازل، وفق ما نقلت صحيفة الوطن المقرّبة من النظام، أمس الخميس.

ولكن الأضرار في الساحل السوري لم تقتصر على مدارس طرطوس فقط، بل شملت أيضاً مدارس محافظة اللاذقية، وفق ما أوضح محمد الجبلاوي وهو من بين المدرسين المتقاعدين، لـ"العربي الجديد"، وقال: "ستغضّ تربية النظام الطرف عن المدارس المتضررة حتى تحصل على دعم من منظمات دولية أو محلية وحينئذ تبدأ بصيانتها، هذه المنهجية أصبحت معروفة. مدارس عديدة في جبلة بلا نوافذ بأضرار بالغة، ورغم ذلك لا يوجد تحرك حقيقي للترميم من قبل حكومة النظام".

المساهمون