الأمم المتحدة: 12 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي

27 فبراير 2022
شح المساعدات الإنسانية خاصة لقاطني المخيمات (Getty)
+ الخط -

يُواجه السوريون مشاكل وتحدّيات عديدة، منها انعدام الأمن الغذائي الذي عزاه مراقبون لأسباب عدة منها، ارتفاع الأسعار والبطالة وشحّ المساعدات الإنسانية، خاصّة في المخيمات التي يعاني قاطنوها من أوضاع معيشية صعبة.

وفي تقريرها الأخير، صنّفت الأمم المتحدة، سورية من بين أكثر 10 دول تعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم. وقالت إنّ "تقييم هذا الأسبوع للاحتياجات الإنسانية وجد أن 14.6 مليون سوري سيعتمدون على المساعدة هذا العام". مؤكدة أن 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وجاء ذلك في إحاطة لها في مجلس الأمن الدولي عقدت في 22 فبراير/ شباط، عن خطورة الوضع في سورية.

بدوره لفت مدير "فريق منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ التركيز يجب أن يكون بالدرجة الأولى على الأمن الغذائي، لأسباب عدة، وهي ارتفاع الأسعار والبطالة وانتشار الأمراض، وهذا كله يزيد من الحاجة إلى المساعدات، مضيفاً "الاحتياجات التي نذكرها على مستوى سورية، وتشمل المخيمات كافة، ومنها مخيم الهول".

وأشار حلاج إلى خطورة أوضاع النازحين في مخيم الركبان الذي يقطنه نحو 9 آلاف شخص ومغلق من الجانب الأردني ولا تدخله أي مساعدات، وهي خطوة من النظام لإفراغه، بسبب وجود قاعدة أميركية قريبة من المخيم.

وتحدّث عن الحاجة الأبرز للمساعدات الغذائية وغيرها، كون ظروف السكن وفرص العمل الضعيفة، وبعد المخيمات عن المدن وصعوبة تنقل النازحين جعلتهم بحاجة لمشاريع إغاثية بشكل دائم.

وأكدّ مدير مخيم التح في ريف إدلب الشمال، عبد السلام يوسف، لـ"العربي الجديد"، أنّ  المخيم  وسائر المخيمات الموجودة في المنطقة، تحتاج مشاريع إغاثية تحديداً، وأيضا توفير مادة الخبز بشكل عام، مضيفا" نأمل من المنظمات العاملة أن تشمل المخيمات بالمشاريع الإغاثية ومادة الخبز، كون النازحين ينتشرون في الجبال والسهول والمرتفعات، والحياة صعبة داخل الخيام، ونتمنى أن تستمر مشاريع الأمم المتحدة الإغاثية".

بدوره، أوضح مدير مخيم "آدم" عدنان سليمان لـ"العربي الجديد"، أنّ المساعدات بأشكالها كافة مطلوبة في المخيم، بسبب الأوضاع الراهنة التي يعيشها النازحون وما فرضه فصل الشتاء والبرد". متابعا "أنّ منظمات إنسانية تقدم مساعدات للنازحين منها منظمة "آفاد" وجمعية "عطاء" وعدة جمعيات محلية، والمساعدات التي قدمتها غذائية وأخرى تشمل التدفئة والمأوى...".

وهناك أيضا متطلبات لدى النازحين لا تقتصر فقط على المساعدات الغذائية وفق سليمان، منها الحاجة لمستلزمات النظافة الشخصية والمُعقمات. مشيرا إلى أن توزيع مساعدات نقدية وعينية أفضل من توزيع مواد غذائية بالنسبة للنازحين كونهم يضطرون لبيع المواد الغذائية التي لا يستخدمونها بأسعار زهيدة.

وأزمة الغذاء لا تقتصر على المخيمات وسكان مناطق شمال سورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بل تمتد لمناطق سيطرة النظام السوري، وتُسهم إجراءات النظام في تعميق هذه الأزمة، برغم ترويجه المستمر للحيلولة دونها.

في ريف حمص الشمالي حيث يقيم سامر أبو الورد (52 عاما) لا تصل مساعدات كالسابق كما يوضح لـ"العربي الجديد"، "سابقا كانت هناك منظمات تعمل في المنطقة تساعد المحتاجين بسلة غذائية شبه دورية أو حتى مبالغ مالية، لكن اليوم لم يعد هذا موجودا، نعيش أياماً صعبة وأزمة خانقة".

ووفق تقرير وحدة الأبحاث "إيكونوميست إنتليجنس" التابعة لمجلة إيكونوميست البريطانية، الصادر عام 2021، حلّت سورية في المركز 106 من أصل 113، في قائمة الدول التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وهذا يؤكد الهوة الكبيرة بهذا الخصوص في البلاد.

المساهمون