أفادت بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، اليوم الخميس، بأنّها قلقة بشدّة من "اعتقالات وعمليات توقيف عشوائية" سُجّلت أخيراً في حق نساء وفتيات أفغانيات بزعم انتهاكهنّ قواعد اللباس التي تفرضها حركة طالبان.
أضافت الأمم المتحدة أنّها تبحث في مزاعم تعرّض نساء أفغانيات لسوء معاملة وابتزاز في مقابل إطلاق سراحهنّ، وحذّرت ممّا يجري واصفةً العنف الجسدي والاعتقالات بأنّهما مهينان وخطران.
UNAMA deeply concerned over recent arbitrary arrests and detentions of women and girls by #Afghanistan’s de facto authorities.
— UNAMA News (@UNAMAnews) January 11, 2024
Full statement: https://t.co/ToPIjUTwjJ
وفي أوّل تأكيد رسمي لحملة حركة طالبان على النساء اللواتي لا يتّبعنَ لوائح اللباس التي تفرضها منذ عودتها إلى الحكم في عام 2021، أُعلن الأسبوع الماضي أنّ شرطيات اعتقلنَ نساء أفغانيات بحجّة "الحجاب السيئ".
وفي بيان أصدره حينها المتحدّث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد الغفار فاروق حول تلك الاعتقالات، أكد أنّه سوف يُصار إلى إلقاء القبض على الأفغانيات اللواتي لا يلتزمنَ بالحجاب كما يجب، في كلّ ولايات البلاد.
أمّا بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، فقد أصدرت بياناً اليوم الخميس ذكرت فيه أنّ حملات فرض الحجاب في كابول وولاية دايكندي (وسط) مستمرّة منذ الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري، من خلال تحذير أعداد كبيرة من النساء والفتيات واعتقالهنّ.
وأوضحت البعثة الأممية أنّ النساء من الأقليات الدينية والعرقية يتأثّرنَ أكثر من سواهنّ بكثير بحملات الفرض التي تُنفَّذ.
أفغانيات في خطر
وقالت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى أفغانستان روزا أوتونباييفا إنّ "إجراءات الفرض تتضمّن عنفاً جسدياً، وهي مهينة وخطرة، خصوصاً بالنسبة إلى الفتيات والنساء الأفغانيات".
وتابعت أوتونباييفا التي ترأس كذلك البعثة الأممية أنّ "الاعتقالات تحمل وصماً هائلاً يعرّض الأفغانيات لخطر أكبر"، مشدّدة على أنّ من شأنها أن "تدمّر الثقة عموماً".
وكانت الاعتقالات قد بدأت بعد أقلّ من أسبوع من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إرسال مبعوث خاص لإجراء محادثات مع حركة طالبان، خصوصاً في ما يتعلق بحقوق الإنسان والمرأة. لكنّ الحركة انتقدت الفكرة، مشيرة إلى أنّ المبعوثين الخاصين "زادوا تعقيد الأوضاع عبر فرض حلول خارجية".
يُذكر أنّ في مايو/ أيار 2022، أصدرت حركة طالبان مرسوماً يفرض على النساء ارتداء لباس يخفي كلّ الجسم مع إظهار العينَين فقط، ويوصيهنّ بالنقاب، وهو شبيه بالقيود التي فُرضت في خلال حكم الحركة السابق بين عامَي 1996 و2001.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)