طالبت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بتمويل إضافي يمكّنها من تقديم "مساعدات منقذة للحياة" في فصل الشتاء لستة ملايين سوري يعيشون ظروفاً صعبة بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب في البلاد.
وحذّر المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية المؤقت في سورية المصطفى بن المليح، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهنّد هادي في بيان مشترك من "مخاطر كارثة على السوريين" من أكثر الفئات ضعفاً، "بسبب ظروف الشتاء القاسية في كلّ أنحاء البلاد". ويحتاج ستة ملايين شخص وفق البيان إلى "مساعدات فصل الشتاء" في وقت لا يستطيع فيه "معظم سكان سورية شراء المواد الأساسية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وانهيار الاقتصاد".
Millions of families across #Syria live in perilous conditions, unprepared for the coming harsh #winter. #Humanitarian partners need urgent support to address their needs. Joint RCHC/RHC statement 👇: https://t.co/Ld5P95TfEi
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) November 24, 2022
وقبل أسابيع من انتهاء العام 2022، ما زالت خطة الاستجابة الإنسانية في سورية لعام 2022 تعاني من نقص حاد في التمويل، مع تلقّي 42 في المائة فقط من التمويل المطلوب، وفق البيان.
وقال بن المليح إنّه في حال لم يتلقّوا مزيداً من التمويل، فإنّ ملايين الأشخاص سوف يكونون من دون حماية في وجه ظروف الشتاء القاسية، مبدياً قلقه إزاء "العائلات التي لا تمتلك الموارد لشراء الملابس الدافئة أو لوازم التدفئة، بمن في ذلك أولئك الذين يعيشون في مخيّمات النازحين والمناطق المحرومة والمناطق المرتفعة".
أمّا هادي فأوضح أنّ التمويل الإضافي سوف يؤمّن "الملابس والأحذية الدافئة للكبار والأطفال وبطانيات (أغطية) من الصوف وسخّانات ووقود".
ويُجدّد فصل الشتاء في كلّ عام معاناة آلاف العائلات السورية، خصوصاً في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب ومحيطها (شمال غرب)، حيث يقيم نحو ثلاثة ملايين شخص، 2.5 مليون منهم في حاجة إلى مساعدات منقذة للحياة في فصل الشتاء وفقاً للأمم المتحدة.
ومع بدء هطول الأمطار الغزيرة، تتحوّل الطرقات الترابية الفاصلة بين الخيم إلى ممرّات موحلة تتسرّب منها المياه إلى داخل الخيم التي يحاول سكانها تمتينها عبر أحجار كبيرة تزنّرها، فيما يكافحون لتوفير وسائل التدفئة.
ويعيش أكثر من تسعين في المائة من سكان سورية تحت خط الفقر، في حين يعاني 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، بحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي، في وقت تسجّل البلاد ارتفاعاً كبيراً في معدّلات التضخم والأسعار وشحّاً في المحروقات، خصوصاً المازوت المستخدم في التدفئة.
(فرانس برس)