أغرقت مياه الأمطار المخيمات العشوائية في مناطق شمال غربي سورية، وتحوّلت طرقها إلى طينية جراء تساقطات الليلة الماضية وصباح اليوم الخميس، كما اخترقت المياه الخيام الممزقة، في معاناة متجددة يتحول معها فصل الشتاء إلى كابوس يقضّ مضجع النازحين.
وقال رجب محمد الشيخ رجب، وهو نازح من مدينة خان شيخون يقيم في مخيم الجامعة على أطراف مدينة الدانا بريف إدلب شمال غربي سورية، لـ"العربي الجديد": "حلّ فصل الشتاء، وعادت معه المعاناة نفسها، ليس لدينا عوازل ولا إمكانيات، وكل المناشدات لا تلقى أيّ رد، فيما يعمل بعض النازحين على إصلاح الخيام المتضررة بأنفسهم".
من جهته، أفاد عبيد عبد الله المخزوم، مدير مخيم الجامعة الذي يضم نحو 146 عائلة، "العربي الجديد"، بأنّ "كل الخيام لم تجدد منذ 4 سنوات، والاستعدادات لفصل الشتاء منعدمة، خيام كثيرة غمرتها المياه، والعوازل ممزقة". وتابع: "الطريق طيني، وهذا أول هطول مطري، وهو ينقطع بشكل كامل، حتى الصرف الصحي غير موجود، إنها معاناة صعبة".
وأضاف: "الطريق مغلق بسبب الطين والوحل، والأهالي غير قادرين على التحرك، الوضع سيئ جدا، ومع التساقطات المطرية الغزيرة فإننا سننقطع عن العالم".
بدوره، أوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمطار تكشف مآسي سكان المخيمات مع كل هطول، حيث يبدأ الأهالي في البحث عن الأغطية البلاستيكية التي تمنع تسرب المياه داخل الخيام التي يقيمون بها، وغالبا ما تكون لفترة قصيرة، كون هذه الأغطية غير مجهزة لتحمّل الصقيع الذي يتسبب في تمزقها. والبعض أيضا يلجأ لبناء الطوب في محيط الخيام وذلك لحجب الماء ومنعها من دخول الخيمة. وقال: "هناك عوائل في حالة فقر مدقع، وهي غير قادرة على إصلاح الخيمة التي تعيش فيها، وبالكاد توفير الغذاء، إنها في أمسّ الحاجة للمساعدة مع حلول فصل الشتاء، سواء من ناحية توفير خيمة جديدة أو عوازل، أو حتى رفعها عن مستوى الأرض لمنع دخول مياه الأمطار لها".
وتابع العبيد أن "أزمة فصل الشتاء عمرها سنوات، والحلول التي تعمل عليها المنظمات الإنسانية بطيئة وتستغرق فترة طويلة للغاية، فيما فقد الكثير من العوائل الأمل بالانتقال من مخيم عشوائي إلى مساكن الطوب التي أصبحت حلما بالنسبة لها".
وغمرت الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية الشوارع، كما دخلت خيام النازحين المشيدة ضمن الأراضي الزراعية، وأيضا في أماكن جريان المياه الطبيعية، وهذه المخيمات بنيت من قبل النازحين في أراض مستأجرة على نفقتهم الخاصة ويترقبون من المنظمات الإنسانية رعايتها.