أمطار تونس ترفع مخزون المياه وتبعد شبح الانقطاعات المتكررة

22 مارس 2022
تُبعد زيادة مخزون المياه في سدود تونس شبح الانقطاعات المتكررة للماء (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

بدّدت الأمطار التي شهدتها أغلب المحافظات التونسية، شبح ندرة المياه الذي كان يُهدّد تونس نتيجة نقص مخزون السدود بسبب الجفاف الذي تتعرض له وقلّة التساقطات منذ بداية الشتاء.

وشهدت أغلب محافظات البلاد، على امتداد الأيام الثلاثة الماضية، تساقطاً متواصلاً للأمطار بكميات كبيرة فاقت الـ100 مليمتر في عدد من المناطق نتج عنها زيادة في مخزونات 36 سداً بنسب مختلفة.

وتُبعد زيادة مخزون المياه في سدود تونس، شبح الانقطاعات المتكررة للماء مع اقتراب الصيف، بعد أن اضطرت شركة توزيع المياه الصيف الماضي إلى تقسيط توزيع الماء على عدة مناطق نتيجة نقص مخزون السدود.

وبحسب بيانات رسمية للإدارة العامة للسدود والأشغال المائية الكبرى، فقد بلغت نسبة امتلاء السدود بعد الأمطار الأخيرة 51,8 بالمائة بتجميع 1 مليار و197 مليون متر مكعب من المياه مقابل 1 مليار و145 مليون متر مكعب يوم 11 فبراير/ شباط الماضي.

وقدّرت إدارة السدود نسبة امتلاء سدود الشمال التونسي، بأكثر 60 بالمائة، بينما عاد السيلان إلى سدود بلغت مرحلة الجفاف التام على غرار سد الهوارب في الوسط التونسي الذي تمكن من تعبئة 18 بالمائة من قدرته التخزينية بفضل التساقطات التي شهدتها المنطقة على امتداد أيام الجمعة والسبت والأحد.

ورجّح مهندس الأرصاد الجوية، محرز الغنوشي، ارتفاع كميات الأمطار المجمعة بالسدود، ما يزيد في تحسين نسبة الملء التي ناهزت 52 بالمائة.

وأفاد الغنوشي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمطار التي تهاطلت على امتداد الـ72 ساعة الماضية بشكل متواصل وكميات كبيرة حسّنت إحصائيات الموارد المائية، مشيرا إلى أن النسب المسجلة سترتفع باعتبار أن تدفق مياه الأمطار إلى حوض السد يتطلب زمن استجابة قد يصل إلى 4 أيام ".

وفي وقت سابق، نبّه المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، مصباح الهلالي، من أن محافظات تونس الكبرى ستواجه صعوبات تتعلق بتوفير المياه الصالحة للشرب في صيف 2022، وقد تصل إلى عجز مائي في سنة 2023، وفق تقديره نتيجة الجفاف وضعف الإيرادات المائة في سدود الشمال المزود الأساسي لمحافظات إقليم تونس الكبرى (تونس ووأريانة وبن عروس ومنوبة).

وقال الهلالي، إن عام 2022 سيكون مفصليا في علاقة تزويد 3 ملايين مواطن في تونس الكبرى بالماء الصالح للشرب، نظراً لأن التقديرات تفيد بأن احتياجات المياه ستتجاوز طاقة الإنتاج.

وتُصنّف تونس من البلدان الفقيرة مائياً نتيجة الجفاف وزيادة الاستهلاك والتغيرات المناخية، ما يجعل من الكميات المجمعة في السدود ضمانة ضد العطش وتقسيط الماء صيفا. ويبلغ إجمالي قدرة استيعاب سدود تونس مليارين و337 مليون متر مكعب، غير أن الجفاف يحول دون تعبئة أكثر من نصف طاقتها سنويا.

 

المساهمون