الأمطار تكشف هشاشة البنى التحتية في لبنان: مأساة كل شتاء

29 نوفمبر 2022
غرق شوارع بيروت مأساة متكررة كل شتاء (أرشيف/Getty)
+ الخط -

مرّة جديدة في لبنان "تفضح" الأمطار هشاشة البنى التحتية وقنوات الصرف الصحي وتقاعس السلطات عن إنجاز أعمال الصيانة للطرقات، رغم مليارات الدولارات التي تحرَّر لها، ما يجعل الفيضانات من السيناريوهات المتكررة كلّ  شتاء.

وفاقمت الصورة الكارثية هذه السنة أزمة النفايات التي تحتلّ الشوارع وإهمال الجهات المعنية حلّها أو تنظيف الأقنية والمجاري على الأوتوسترادات، وهو ما أسفر، اليوم الثلاثاء، عن فيضانات وسيول في عددٍ من المناطق، ولا سيما في بيروت في ظلّ طقس عاصف وماطر يشهده لبنان.

وغرقت الطرقات في العديد من المناطق اللبنانية جراء الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى زحمة سير خانقة، فيما علق المواطنون لساعات داخل سياراتهم، في حين جرفت الأمطار بعض السيارات ملحقة أضراراً مادية كبيرة، عدا عن تعرّض الناس لمخاطر صحية.

الصورة الأسوأ سجلتها منطقة جونية، شمالي بيروت، في سيناريو ليس الأول من نوعه، أحدثه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع أول هطول للأمطار ضرب البلاد، حيث كانت الفيضانات الحدث الأبرز، وتسببت في  وفاة عسكري متقاعد في الجيش اللبناني.

وتحوّلت طريق جونية وغيرها من المناطق في قضاء كسروان (محافظة جبل لبنان)، إلى أنهار جرفت السيارات والمارة على الطريق وأدت إلى تسجيل زحمة سير خانقة.

وناشد المواطنون الجهات المعنية التحرك سريعاً لإنقاذهم وفتح الطرقات، خصوصاً أن المخاطر تطاول تلاميذ المدارس، باعتبار أن التوقيت يتزامن مع خروجهم من مدارسهم، كما دعوا المسؤولين إلى تعويض المتضررين ومعاقبة كل مقصّر ومهمل ومتقاعس.

من جانبه، نفذ الدفاع المدني اللبناني أكثر من عملية إنقاذ لمواطنين احتجزوا داخل رتل من السيارات، كما تمكنت عناصره من إنقاذ باص لنقل التلاميذ إثر سقوط صخرة كبيرة عليه في منطقة الفيدار، قضاء جبيل، وتم تسليم التلاميذ لأهاليهم من دون تسجيل وقوع أي إصابات.

كما طاولت المياه العديد من المنازل والمستودعات في مناطق في كسروان وقد غمرت الأمطار السوق القديم في جبيل وجرفت النفايات.

وقال الدفاع المدني في بيان إن السيول التي تشكلت بفعل غزارة الأمطار في منطقة جونية اجتاحت مركزا تابعا له، وجرى التواصل مع رئيس البلدية جوان حبيش للتداول في كيفية معالجة المشكلة وتأمين مقر بديل للعناصر يمكنهم من متابعة عملهم في سبيل تلبية نداءات المواطنين بالسرعة المطلوبة.

 

وأشار وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح تلفزيوني لقناة "الجديد" المحلية إلى أن الشتاء في كل لبنان والتساقطات كبرى، لكن الطوفان يحصل باستمرار في منطقة جونية نتيجة التعديات الموجودة والمخالفات والإنشاءات الجديدة، وهذه ليست ضمن مسؤوليته، بل تتحمل مسؤوليتها الجهات التي تعطي الرخص.

ونشر حمية على حسابه في "تويتر" فيديو يظهر مكان تدفق المياه وخروجها عن مجراها إلى الطرقات في البلدات لتتشكل عبرها سيول جارفة معها الأتربة إلى الأوتوستراد، مشيراً إلى أن سبب ذلك التعديلات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة (البلديات والطاقة).

وغمرت مياه الأمطار أيضاً معظم الطرقات في بيروت وخارجها، ولا سيما منها الأتوسترادات الدولية والرئيسية والطرقات الفرعية، الأمر الذي تسبب بزحمة سير خانقة وتسجيل أضرار مادية وأعطال في الكثير من السيارات، في حين يواصل المسؤولون في لبنان تقاذف المسؤوليات.

ويشهد لبنان طقساً خريفياً يتقلّب تدريجياً مع هطول أمطار متفرقة وانخفاض في درجات الحرارة، ومن ثم يعود إلى الاستقرار اعتباراً من ظهر غدٍ الأربعاء بحسب توقعات دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني.

المساهمون