أغرقت موجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية الأخرى، منذ أمس الأحد، شوارع البلاد والمناطق السكنية، وتسببت بشلل الحركة في أغلب المناطق، فيما قررت الحكومة تعطيل الدوام في الدوائر الرسمية، وسط استنفار خدمي ومحاولات للسيطرة على المياه وتصريفها.
وتحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، والتي فشلت على مدار سنوات بالسيطرة عليها، لا سيما مع أن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة نتيجة تقادمها.
وبدأ هطول الأمطار منذ فجر السبت- الأحد في عدد من مناطق البلاد، وكانت متفرقة ومتفاوتة بنسبها، إلا أنها تزايدت بعد ظهر الأمس حتى أصبحت غزيرة جداً في بعض مناطق البلاد، ما دفع الحكومة إلى الإعلان رسمياً عن تعطيل الدوام في عموم المحافظات، اليوم الاثنين.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في بيان، صدر في وقت متأخر من ليل أمس، أن "رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، وجه بتعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الاثنين، بسبب سوء الأحوال الجوية، باستثناء المؤسسات الأمنية والخدمية".
وأكدت هيئة الأرصاد والأنواء الجوية، في بيان، أن "موجة الأمطار ستستمر حتى مساء الاثنين، وستكون غزيرة إلى متوسطة".
وقال الراصد الجوي صادق عطية، إن "تأثيرات الحالة الجوية الممطرة لا تزال مستمرة في أغلب المدن"، مؤكداً أن "التوقعات تشير إلى استمرار فرص الأمطار في مدن وسط البلاد ومنها العاصمة بغداد وواسط وديالى وصلاح الدين وشرق الأنبار والمدن الشمالية، وربما شمال ميسان نهار يوم الاثنين، وفرص واردة للغزارة في مناطق وسط وغرب نينوى والسليمانية وأربيل وكركوك نهار الاثنين".
وأضاف أن "التحذيرات لا تزال مستمرة لمناطق شمال الأنبار وشرق البلاد (واسط وميسان والسليمانية وديالى)"، مضيفاً "ربما تشمل أيضاً العاصمة بغداد وبابل وكربلاء من شدة الهطول الليلة لغاية صباح الاثنين".
من جهتها، حذرت وزارة الكهرباء المواطنين عبر مكبرات الصوت بالابتعاد عن أعمدة الكهرباء لخطورتها، وذكر بيان للوزارة، أن "الوزير زياد علي فاضل وجه المديرين العامين والفروع لتشكيلات التوزيع، بتوجيه قطاعات الصيانة ومفارزها بإطلاق التحذيرات بالابتعاد عن الأعمدة ومحددات الشبكة الكهربائية حفاظاً على حياتهم، وعدم ملامسة الأعمدة أثناء هطول الأمطار لتجنب حالات الصعق".
ولم تكشف المؤسسات والدوائر الخدمية عن إجراءاتها المتخذة والتي تعتزم اتخاذها لتصريف المياه ومواجهة موجة الأمطار.
هذا حال محافظة النجف الاشرف بعد موجة المطر
— ايآت الرحمن (@aeaat11) March 26, 2023
من سنين والمحافظة تفتقد للخدمات والمجاري رغم تخصص مليارات دولارات كل عام التي تذهب للمحافظ القحي #النجف_تغرق pic.twitter.com/syUQVV4KGz
وأدت الأمطار إلى غرق الشوارع في أغلب مناطق البلاد، وتسببت في شلل بحركة السير والمرور، كما دخلت المنازل في المناطق السكنية، خاصة في المناطق القديمة والعشوائية، فضلاً عن دخول المياه إلى المستشفيات والكثير من الدوائر.
المسؤول في أمانة بغداد حاتم الساعدي، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "كوادر الأمانة والدوائر الخدمية الأخرى دخلوا حالة إنذار لمواجهة موجة الأمطار، وأن السيارات الحوضية تعمل ليل نهار على سحب المياه من الشوارع"، مشيراً إلى أن "الدوائر الخدمية تعمل ما بوسعها لتصريف المياه، أما الخلل فلا يمكن تحميله لتلك الدوائر، بل تتحمله الحكومات المتعاقبة التي لم تخطط لتوسيع شبكات تصريف المياه، ولم تدعم الدوائر الخدمية بما تحتاجه لمواجهة الحالات الطارئة".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تداول عراقيون مقاطع فيديو عن غرق الشوارع والسيارات، ودخول المياه إلى الدوائر الحكومية وغير ذلك، وسط انتقادات للعجز الحكومي في مواجهة الأمطار، وتصريف المياه.
وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب بغرق الشوارع مع أقل موجة أمطار.