برنامج الأغذية العالمي يعلّق مساعدات 60% من الفلسطينيين بسبب نقص التمويل

07 مايو 2023
كثر هم الفلسطينيون الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية الأممية (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

أعلن مسؤول برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية سامر عبد الجابر، اليوم الأحد، أنّهم سيعلّقون المساعدات الغذائية لأكثر من 200 ألف فلسطيني ابتداءً من شهر يونيو/ حزيران المقبل، بسبب "نقص حاد" في التمويل.

وقال عبد الجابر لوكالة "رويترز" عبر الهاتف من القدس، إنّه "في ضوء النقص الحاد في التمويل، فإنّ برنامج الأغذية العالمي مضطرّ إلى اتخاذ خيارات مؤلمة بسبب الموارد المحدودة". وأضاف أنّ البرنامج سوف "يُضطر" إلى البدء في "تعليق المساعدة لأكثر من 200 ألف شخص، أي 60 في المائة" من المستفيدين منه في الوقت الراهن.

ومن المتوقّع أن يؤثّر القرار أكثر بالعائلات في قطاع غزة المحاصر، حيث تُسجَّل معدّلات انعدام الأمن الغذائي والفقر العليا في الأراضي الفلسطينية، وكذلك في الضفة الغربية.

ويقدّم البرنامج التابع للأمم المتحدة إلى الفلسطينيين المحتاجين قسائم (كوبونات) شهرية بقيمة 10.30 دولارات أميركية للفرد الوافد، إلى جانب سلع غذائية. وسيشمل قرار التعليق المساعدات بنوعَيها.

ويعيش في قطاع غزة 2.3 مليون نسمة، 45 في المائة منهم عاطلون من العمل، و80 في المائة يعتمدون على المساعدات الدولية، وفقاً لسجلات فلسطينية وبيانات الأمم المتحدة. كذلك، فإنّ حركة الأشخاص والبضائع مقيّدة في القطاع منذ أعوام، في ظلّ الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب التدابير المصرية.

وأفاد عبد الجابر بأنّ البرنامج "يدرك تداعيات هذا القرار الصعب الذي لا مفرّ منه على مئات الآلاف الذين يعتمدون كذلك على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الضرورية"، لكنّه أشار إلى أنّ البرنامج سيواصل "مساعدة 140 ألفاً في قطاع غزة والضفة الغربية"، مضيفاً أنّ قرار التعليق اتّخذ لإنقاذ الأشخاص الأكثر عرضة لخطر عدم القدرة على تحمّل تكاليف الطعام. وتابع أنّه إذا لم يتلقَّ البرنامج تمويلاً قريباً، فإنّه سيضطرّ إلى تعليق المساعدات الغذائية والنقدية بالكامل بحلول أغسطس/ آب المقبل.

واحتجاجاً على القرار الأممي، راح عشرات الفلسطينيين يهتفون: "لا للجوع"، في احتجاج نظّموه أمام مقرّ برنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة.

فرج المصري واحد من المحتجين، وهو أب لطفلَين تحصل أسرته على قسائم بقيمة 41.20 دولاراً شهرياً. قال لوكالة رويترز إنّ هذه "الكوبونة" (القسيمة) هي "الحياة" بالنسبة إليه، وبالتالي إنّ الرسالة التي بعثها البرنامج كأنّما يقتل من خلالها أرواحهم. وشرح أنّ هذه القسيمة مصدر العيش الوحيد لهم، مشيراً إلى أنّه عاطل من العمل. وأضاف: "إذا لا يريدون إعطاءنا الكوبونة، فليوفّروا لنا فرصة عمل ما، ليس أكثر".

وفي جباليا، شماليّ قطاع غزة، قالت جملات الدبور التي تتلقّى أسرتها قسائم شرائية بقيمة 164.80 دولاراً شهرياً لوكالة "رويترز": "الله أعلم فينا". وأضافت أنّه "في حال انقطاع الكوبونة عنّا فسنموت من الجوع"، لافتة إلى أنّ من الممكن أن يضرموا النار بأنفسهم أو يرموا أنفسهم عن السطوح بسبب الجوع. وتسأل: "عندما يقول لك ابنك أريد أن آكل ولا تجد طعاماً، ماذا تفعل؟".

(رويترز)

المساهمون