أكّدت عائلة الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام ضدّ اعتقاله الإداري بلا تهمة، منذ 139 يوماً، أنه يعاني منذ الساعة الثالثة من فجر أمس السبت، من غيبوبة متقطّعة تداهمه كلّ ثلاث ساعات، وأنّ الأطباء يؤكّدون أنه معرّض للوفاة في أية لحظة، مطالبة الجهات التي تبذل جهوداً منذ أمس، بمزيد من الضغوط لإنقاذه.
وقال عماد، شقيق هشام أبو هواش لـ"العربي الجديد": "إنّ التقرير الطبي حول شقيقه يتحدّث عن جثة حقيقية"، مشيراً إلى أنّ الأطباء يتحدّثون عن تدخّل إلهي فقط يمكن أن ينقذه.
وأضاف عماد أبو هواش أنّ "الخطورة في الغيبوبة المتقطعة أنها تقلّل نسبة المياه التي يشربها إلى الثلث، حيث من المفترض وفق المعايير الطبية أن يتناول 8 إلى 10 لترات من المياه يومياً، خصوصاً أنه متوقف عن أخذ الأملاح منذ أكثر من أسبوع ولا يأخذ المدعمات".
وقال أبو هواش: "هناك أيضاً نقص بالأكسجين، ما يؤدي إلى لزوجة في الدم واحتمال بداية جفاف وتعفّن في الأمعاء". وهذه الغيبوبة الثانية لهشام أبو هواش، بحسب شقيقه عماد، حيث نقل الأسبوع الماضي، من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى "آساف هاروفيه" الإسرائيلي، بعد أن أصيب بغيبوبة وقد جرى إنعاشه، وقرّرت بعد ذلك، نيابة الاحتلال العسكرية تجميد اعتقاله الإداري دون إلغائه.
وتتهم عائلة أبو هواش إدارة سجون الاحتلال بالتلاعب والتزوير بتقرير طبي، تمّ إعداده له في اليوم 115 من الإضراب عن الطعام، حيث استندت له محكمة الاحتلال لرفض نقله إلى مستشفى مدني.
وقال عماد أبو هواش: "إنّ التقرير أورد وجود نسبة مرتفعة من الغلوكوز في الدم، وفي مقابل ذلك أرقام غير طبيعية للبوتاسيوم والصوديوم والكيرياتين والسموم، وهو ما قال أطباء فلسطينيون إنه لا يتوافق مع وجود تلك الكمية من الغلوكوز في الدم، خصوصاً أن البنكرياس كان متوقفاً".
وأكّد أبو هواش أنّ أطباء من وزارة الصحة وآخرين من لجنة أطباء حقوق الإنسان في تل أبيب، زاروا أبو هواش وأكّدوا خطورة وضعه الصحي، كما أكّدت اللجنة بحسب أبو هواش، عدم تعاون أطباء المستشفى معهم ما يستوجب المساءلة.
وحول الجهود المبذولة من أجل هشام أبو هواش، قال شقيقه عماد: "إنّ الأمس شهد تدخلات من السلطة الفلسطينية والقائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، كما من الجانب المصري. حيث يجري وفد مصري مباحثات مباشرة مع الاحتلال؛ من دون أن تبلّغ العائلة بأي تطوّر"، وطالب بمزيد من الضغط للوصول إلى حلّ.
وأضاف عماد: "إنّ شقيقي يرفض التعاطي مع الأطباء الإسرائيليين، خصوصاً بعد اتهامهم بالتلاعب بالتقرير الطبي، كما أنه يرفض مع عائلته وفريق الدفاع عنه، ما عرضه الاحتلال قبل شهر من تمديد آخر لاعتقاله الإداري، بحيث يُفرج عنه في 26 يونيو/ حزيران المقبل، بينما ينتهي اعتقاله الحالي في فبراير/ شباط المقبل".
وكان المحامي جواد بولس، قال في بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني، "إنّ أطباء لحقوق الإنسان أكّدوا احتمالية وفاة أبو هواش المفاجئة، وأنه في حالة حرجة للغاية".
وأضاف بولس أنّ "اللجنة أرفقت بتقريرها، رفض الطاقم الطبي في المستشفى تزويدهم بمعلومات عن الوضع الصحي لهشام، إضافة إلى عدم قدرة الأطباء الذين قاموا بزيارته على استيعاب تصرّف الأطباء في المستشفيات السابقة بموافقتهم بإعادته إلى السجن، رغم إقرار التقارير بخطورة وضعه الصحي. هذا علاوة على الإشارة إلى البديهيات الطبية العالمية والمحلية بأنّ المعتقل الذي يتجاوز إضرابه اليوم الـ55، يكون عملياً في مواجهة الموت الفجائي، ويجب أن يبقى في المستشفى".