الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي... 42 عاماً في سجون الاحتلال

20 نوفمبر 2021
الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي (العربي الجديد)
+ الخط -

يدخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي (64 سنة) المعروف باسم "أبو النور"، عامه الثاني والأربعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليكون الشخص الذي يمضي أطول فترة سجن متواصلة في العالم.

وقد جدد العام الأخير أحزانه، فبعد أن حرمه الاحتلال وداع والديه الراحلين سابقاً، حرمه أيضاً وداع شقيقه الوحيد عمر البرغوثي الذي توفي بفيروس كورونا في مارس/آذار الماضي.

تقول زوجته أمان نافع لـ"العربي الجديد": "فقد نائل أعز شخص لديه أخيراً، وهو شقيقه عمر (أبو عاصف)، وسبق ذلك استشهاد ابن شقيقه صالح في نهاية عام 2018، واعتقال ابن شقيقه الأسير عاصم. استمرار اعتقال زوجي ظلم عالمي للقضية الفلسطينية، واستمرار اعتقاله بشكل عام جزء من الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".

وتؤكد زوجة نائل البرغوثي أنّ "قضيته قضية سياسية بالأساس، والعائلة ذهبت من خلال المحامين إلى المحكمة العليا الاسرائيلية، وننتظر قرار المحكمة خلال الأسبوعين  القادمين، وفي حال عدم وجود قرار بالإفراج عنه، سنتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد استنفاد كل الخيارات القانونية أمام محاكم الاحتلال".

تتفاءل العائلة بإطلاق سراح نائل، إن لم يكن من خلال المحكمة، فمن خلال صفقة تبادل مقبلة مع المقاومة الفلسطينية.

وتُشكّل تجربة اعتقال نائل البرغوثي، بما فيها من تفاصيل ومحطات، شاهداً تاريخياً على جرائم الاحتلال المستمرة بحقّ الأسرى، إذ يواجه الاعتقال منذ عام 1978، وقضى 34 عاماً في السجن بشكلٍ متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، إلا أنّ الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة في عام 2014، بحسب "نادي الأسير" الفلسطيني. 

وأخيراً، عُقدت جلسة للأسير "أبو النور" في المحكمة العليا للاحتلال للنظر في التماس قدمه محاميه قبل ثلاث سنوات ضد قرار إعادة حكمه السابق، ولم يصدر القرار حتّى اليوم، علماً بأنّ أيّ قرار قد يصدر بشأن قضيته سيُشكّل منعطفاً هاماً في قضية الأسرى المعاد اعتقالهم.

وتوالت أجيال ومتغيرات كثيرة على الساحة الفلسطينية، بينما نائل البرغوثي يقبع في زنازين الاحتلال، وهذه المرة كرهينة وفق "ملف سرّي" حكمه المؤبد و18 عاماً.

ولد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر بمحافظة رام والبيرة وسط الضفة الغربية، في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1957، واعتُقل للمرة الأولى في عام 1978، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و18 عاماً، وعلى مدار 34 عاماً قضاها بشكلٍ متواصلٍ، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والافراجات التي جرت في إطار المفاوضات.

وفي 18 أكتوبر 2011، وضمن صفقة تبادل "وفاء الأحرار" أفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه الأسير المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه الأسيرة المحررة أمان نافع. وفي 18 يونيو/حزيران 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله، وأصدرت بحقه حُكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضاء مدة محكوميته، أعادت حُكمه السابق، وهو المؤبد و18 عاماً، إلى جانب عشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أُعيدت أحكامهم السابقة، وأغلبهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.

وفي عام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي.